"زرقاء اليمامة" و"الرسام": فن الغزل الكروي

23 ابريل 2020
تشافي وإينييستا بطلا أوروبا 2015 (Getty)
+ الخط -
هناك أشياء كثيرة في هذا العالم تبدو مُميزة مع بعضها: "الملح والبهار"، "الأوريو والحليب"، تشافي هيرنانديز وأندريس إينييستا. الأول يرتدي قميص الرقم "8"، والثاني يرتدي قميص الرقم 6، ومعاً غيّرا مفهوم صناعة اللعب من وسط الملعب.

صدق أو لا تُصدق، إن كنت من جيل الـ90 أو جيل الألفية الجديدة، هناك الكثير من ثنائيات خط الوسط التاريخية، لكن ليس هناك مثل ثنائية "تشافي-إينييستا". هما هدية لأي مشجع في أي جيل كروي.

مع برشلونة والمنتخب الإسباني، ومع وجود تشافي وإينييستا في خط الوسط، تحول المهاجمون إلى "أبطال خارقين"، والأمثلة كثيرة وكثيرة: ليونيل ميسي، ديفيد فيا، بيدرو، إيتو، تييري هنري، زلاتان إبراهيموفيتش وغيرهم.

تشافي-إينييستا عرابا "التيكي-تاكا" مع غوارديولا. أسلوب التمريرات القصيرة، التمريرات المتتابعة، وصولاً إلى المرمى. لا يمكنك تخيل "التيكي-تاكا" الشهيرة دون تخيل وجود تشافي وإينييستا.

وعند ذكر تشافي "زرقاء اليمامة" وإينييستا "الرسام" في خط الوسط، من النادر عدم تسجيل 100 تمريرة على أقل تقدير، ومن الصعب عدم تسجيل نسبة نجاح في التمرير تُناهز الـ90%.

عظمة التمريرات تظهر في كل مباراة يلعبانها معاً.

زرقاء اليمامة والرسام
لم يتردد المعلق الشهير عصام الشوالي في منح لقب "زرقاء اليمامة" لتشافي هيرنانديز. وهي امرأة عربية اشتهرت بنظرة ثاقبة، وضُرب بها المثل لناحية قوة النظر. ولما يتمتع به تشافي من هذه النظرة على أرض الملعب، مُنح هذا اللقب.



أما لقب "الرسام" الذي ناله إينييستا، فلا جدال فيه. لاعب خط وسط يرسم تمريراته على أرض الملعب وكأنه يستعمل ريشة فنان على لوحة. يُمرر الكرة بين خطوط الدفاع، حتى لو كانت المسافة "خُرم إبرة"، فهو يعرف جيداً كيف يصنع "الأسيست" الذي يُذهلك.

باختصار، إذا أردت تمريرة خلف المدافعين بدقة وأناقة، فعليك بإينييستا وتشافي. وإذا أردت تغيير الإيقاع بتمريرة ساحرة تنتهي بهدف، فعليك بتشافي وإينييستا. وإذا أردت ثنائي خط وسط يُغازل الكرة ويُسقط خط دفاع المنافس بنظرة واحدة وتمريرة واحدة، فإليك تشافي وإينييستا فقط. 

المساهمون