في أحيان كثيرة، يحدث أن تُصبح أغنيةٌ أشهر من العمل الذي أنجزت ضمنه، كما هو الحال مع أغنية "لا دونا إي موبيلي" للموسيقار الإيطالي جيوزبي فيردي (1813-1901)، حيث تحوّلت هذه الأغنية إلى أيقونة عالمية تعبّر على الجانب المرح لعصر بأكمله.
شهرة الأغنية غطّت على عمل يعدّ من أبرع ما أنجز الموسيقار الإيطالي، وهو أوبرا "ريغوليتو" التي تُعرض في سهرتي غد وبعد غد في "دار الأوبرا المصرية". عرض يؤديّه عازفو "أوركسترا القاهرة" بقيادة المايسترو الإيطالي ديفيد كريشنزي.
كانت "ريغوليتو" تحدّياً مزدوجاً لفيردي، فقد كانت تحيط به انتقادات بأنه نخبوي بسبب خياراته الكلاسيكية التي تنحو باتجاه الأعمال التاريخية والشكسبيرية، وهو ما اعتبر متناقضاً مع ما يحبّه الجمهور الإيطالي. أوبرا "ريغوليتو" خلّصت فيردي نهائياً من هذه التهمة، كما أنها مثّلت منعطفاً حيث واصل بعدها تقديم موسيقى أوبرالية قريبة من الذوق الشعبي.
أنجز فيردي "ريغوليتو" سنة 1851 وقد طلب من صديقه الشاعر فرانشكو ماريا بيافي صياغة الأوبرا انطلاقاً من حبكة مسرحية "الملك يلهو" للشاعر الفرنسي فيكتور هيغو، حيث يجري الاعتماد على شخصية المهرّج داخل البلاط (بلاط الملك لويس الثاني عشر في المسرحية) للسخرية من قيم النخب الحاكمة.
حديثاً، استفادت الأوبرا من أدائها – في عصر الصورة - وخصوصاً أغنيها الأبرز "لا دونا إي موبيلي" من قبل التينور الإيطالي الأشهر لوتشيانو بافاروتي (الفيديو المرفق).