تُثير تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بين حينٍ وآخر، لما تتضمّنه من هجوم على أشخاص ومؤسسات، وتصريحات قلّ نظيرها لدبلوماسيين في أميركا وحول العالم. ولعلّ إعادة التغريد هو جزءٌ أساسي من الجدل، إذ يقوم ترامب بعمل ريتويت لتغريدات تُعجبه لحسابات مؤيدين له، أو لتغريدات تتضمّن تدوينات تتوافق مع تصريحاته.
هذا الجدل عاد، منذ أمس، عندما أعاد ترامب، صباح الأحد، نشر تغريدة تُظهره يضرب منافسته الخاسرة في الرئاسة الأميركية، الديمقراطية هيلاري كلينتون، بكُرة غولف، نشرها أحد الحسابات المؤيدة له باسم "سي إن إن مقززة".
ويجمع الـ"جيف" الذي تضمّنته التغريدة لقطات مصوّرة لدونالد ترامب وهو يقذف بكرة غولف، وأخرى تُظهر كلينتون وهي تسقط أرضاً بعد تعثّرها خلال صعودها إلى طائرة عندما كانت وزيرةً للخارجيّة عام 2011. وتُصوّر اللقطات المعدّلة كرة الغولف تضرب كلينتون من الخلف، لتكون سبباً في سقوطها.
وأثارت تلك التغريدة استهجاناً واسعاً بعد إعادة نشرها من قبل ترامب، فعمل ريتويت لتغريدة تظهر عنفاً ضدّ امرأة من قبل مسؤول أمر يطرح التساؤلات، بحسب ما اعتبرت قناة "سي إن إن".
Twitter Post
|
ويتعارض رأي بعض المتابعين، إذ يعتبرون أن تغريدات ترامب يجب أن لا تؤخذ بجديّة، إثر تصريحات المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في حزيران/يونيو الماضي أنّ تغريدات ترامب تُعتبر تصريحات رسميّة للبيت الأبيض.
وعام 2015، قال ترامب رداً على سؤال لقناة "سي إن إن" إنّ إعادة تغريده لتدوينةٍ ما على "تويتر" هو بالطبع لسبب.
من جانبها، أشارت مجلة "تايم" إلى أنّ الحسابات التي يُعيد ترامب نشر تغريداتها، لها تاريخ طويل في نشر تدوينات مليئة بالكراهية، وبعضها ينضح إسلاموفوبويّة.
الحساب الذي نشر "جيف" ترامب يضرب كلينتون بكرة الغولف، دوّن سابقاً تغريدات كارهة للمسلمين، فاتّهمهم، إنهم سعداء بسبب اعتداء جسر لندن في حزيران/يونيو الماضي. كما كتب في تغريدة أخرى "ليس هناك شخص عاقل يحبّ المسلمين".
كما دان الحساب شجب سياسيين ديمقراطيين لأحداث تشارلوتسفيل.
Twitter Post
|
ولم تكن تلك التغريدة الوحيدة التي أعاد ترامب نشرها، بل قام بريتويت لعدد آخر من التغريدات تظهره كزعيم قوي.
وقام هذا الحساب بنشر تغريدات سابقة ضد الرئيس السابق، باراك أوباما، وضد المسلمين، قائلاً في إحداها "أزل قدميك المسلمتين عن مكتب الرئيس ترامب".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
بدورها، أشارت قناة "سي إن إن" إلى أنّ الريتويت هو جزء من سلسلة سلوكيّات لترامب، سخر فيها تارةً من العنف ضدّ النساء، وإدلاء تصريحات تُحفّز العنف.
وكان ترامب قد أعاد نشر تغريدةٍ لرسم كارتوني يُظهر قطاراً يدهس شخصاً يحمل لوغو قناة "سي إن إن" ويدهس رأسها، بعد أيامٍ قليلة على قيام نازي أبيض بدهس مجموعة من المتظاهرين ضدّ العنصرية والنازية في تشارلوتسفيل في فرجينيا.
كما قال ترامب، خلال أحد تجمّعات حملته الانتخابيّة في 2016، إنّه يريد لكم متظاهراً كان قد تم طرده من التجمع.
(العربي الجديد)