مساء أمس، الاثنين، اصطحب السفير الروسي، أندريه كارلوف، بعض المرافقين له، لافتتاح معرض فوتوغرافي في أنقرة، تحت عنوان "روسيا في عيون الأتراك".
الجو اعتيادي. يضبط الصحافيون كاميراتهم لنقل الحدث. فجأةً، تغير كلّ شيء؛ فالشرطي الشاب الذي ظهر خلف السفير في الصور الصحافية، أخرج سلاحًا وأطلق ثماني رصاصات، على السفير من مسافة قريبة أثناء إلقائه كلمته.
لم يكتف الشرطي بهذا، إنما تابع عقب إطلاق الرصاص قائلًا: "نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد.. هذا جزاء القتلة في حلب، لا تنسوا سورية، لا تنسوا حلب".
بعد هذه الكلمات، تدخلت عناصر الشرطة التركية، ووفرت غطاءً أمنيًا لنقل زوجة السفير من مقر الحادث، وإخراجه إلى أقرب المستشفيات التركية، وقتل المنفّذ، الذي أعلنت معلومات عنه لاحقًا.
الشاب هو مولود ميرت الطنطاش، يبلغ من العمر 22 عامًا، ويعمل في قوات مكافحة الشغب التركية منذ عام 2004، ودخل إلى المبنى ببطاقة شرطية. بعد هذا الإعلان بقليل، خرجت المتحدثة باسم الخارجية الروسية لتؤكد مقتل سفيرها إثر إصابته، وتصف الحادث بالإرهابي.
أعادت تلك التفاصيل إلى الأذهان قصة المراهق الصربي، الذي عرفه العالم في 28 يونيو 1914، حين أطلق رصاصتين من مسدس بلجيكي نصف أوتوماتيكي، مستهدفًا وريث العرش النمساوي وزوجته، أثناء زيارتهما إلى صربيا.
بعد أقل من شهر من هذا التاريخ انتقمت النمسا بإعلان الحرب، التي اتّسعت، لتصبح الحرب العالمية الأولى. هل سيحمل مقتل السفير الروسي تغييرًا ما؟