"روسيا اليوم" تقابل المتهمين بمحاولة اغتيال سكريبال: كُنّا في بريطانيا للسياحة

13 سبتمبر 2018
أكد المتهمان وجودهما في سالزبيري بهدف السياحة (مات كاردي/Getty)
+ الخط -
بثّت قناة "روسيا اليوم"، الممولة من الحكومة الروسية، مقابلة مع المتهمين بمحاولة اغتيال العميل الروسي سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبيري البريطانية، التي أكد فيها الرجلان هويتهما، وأنهما كانا في المدينة البريطانية لمجرد السياحة.

وظهر على الشاشة الروسية رجلان يقولان إنهما رسلان بوشيروف وألكساندر بتروف، وهما الشخصان اللذان اتهمتهما الشرطة البريطانية منذ أيام بالوقوف وراء محاولة اغتيال سكريبال، ولكن من دون وجود أوراق ثبوتية تثبت هويتهما الحقيقية.

ونفى الرجلان وجودهما في سالزبيري من أجل تنفيذ مهمة اغتيال سكريبال. وقال بتروف في المقابلة: "لقد نصحنا أصدقاؤنا منذ زمن بعيد بزيارة هذه المدينة الرائعة".

وأضاف بشيروف على كلام بتروف تأكيده زيارتهما إلى الكاتدرائية وبرجها المرتفع: "توجد هناك كاتدرائية سالزبيري الشهيرة، التي تتجاوز شهرتها أوروبا، وتشمل العالم أجمعه. تشتهر ببرجها الذي يبلغ طوله 123 متراً، وساعتها، التي تعدُّ الأولى من نوعها في العالم، والتي لا تزال تعمل حتى الآن".

وبعد توجيه المحاورة مارغريتا سيمونيان سؤالاً مباشراً لهما: "هل ذهبتما إلى سالزبيري لمشاهدة ساعة؟"، سارع بيتروف للتوضيح أن رحلتهما كانت تشمل لندن أيضاً بهدف "الاستمتاع"، مع تخصيص يوم واحد لسالزبيري ضمن برنامج الرحلة.

ومع ذلك، لم يستبعد الضيفان أن يكونا قد مرّا بجوار منزل سكريبال، حيث التقطتهما كاميرات المراقبة، دون أن يعلما من يقطنه، قبل أن يضيف بوشيروف: "قبل بدء هذا الكابوس معنا، لم أسمع هذا الاسم، ولم أكن أعلم عنهما شيئاً". ونفى الرجلان نفياً قاطعاً حيازتهما غاز "نوفيتشوك" أو أي سموم أخرى أثناء الرحلة، أو عملهما بجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي.

وقال المتهمان بمحاولة اغتيال سكريبال، خلال المقابلة مع "آر تي"، إنهما كانا في بريطانيا لمجرد السياحة، ولرغبتهما في زيارة كاتدرائية سالزبيري، إلا أن بريطانيا تؤكد أنهما عميلان للاستخبارات العسكرية الروسية.

وقالت مارغريتا سيمونيان، التي رتبت اللقاء مع الرجلين، عبر "تويتر"، إنها أمضت أمسية مع الرجلين، وأكدت أن المقابلة ستبث في وقت لاحق اليوم.

في المقابل، وصف مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية، الخميس، المقابلة مع المشتبه بهما بأنها "مثال على نهج التشويش والكذب من جانب موسكو". 

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن مسؤول في الخارجية البريطانية (لم تكشف عن اسمه) قوله: "يبدو واضحا للحكومة أن هذين الشخصين من ضباط الاستخبارات العسكرية الروسية، واستخدما سلاحا كيميائيا غير مشروع شديد السمية في شوارع بلادنا". 

وكانت السلطات البريطانية قد تمكنت من تتبع خطوات المتهمين منذ وصولهما إلى بريطانيا وزيارتهما إلى سالزبيري وعودتهما إلى روسيا، ووجهت لهما الاتهامات بناء على الأدلة التي تمكنت من جمعها.


وقالت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية إن تسجيلات كاميرات المراقبة تكشف وجود بتروف وبشيروف في جوار منزل سكريبال، بينما كشفت الفحوصات التي أجرتها الشرطة في الفندق الذي أقاما فيه، عن وجود بقايا ضئيلة من مادة نوفيتشوك المستخدمة في الاعتداء على سكريبال.

إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي نفى أن يكون الرجلان من عملاء الاستخبارات الروسية، طالبهما يوم أمس، بالتواصل مع وسائل الإعلام للكشف عن قصتهما، مؤكداً أنهما مدنيان بريئان، مناقضاً اتهامات شرطة "سكوتلانديارد".

وفي ما يتعلق بكون الشخصية التي تعرف عن نفسها بأنها بتروف، فهي تختلف عن الصور التي نشرتها الشرطة البريطانية له. وقالت سيمونيان إن الرجلين تواصلا معها عارضين المقابلة: "بتروف وبشيروف الحقيقيان اتصلا بي بذاتهما على هاتفي الجوال".

مع ذلك، شكك المتابعون في مصداقية شهادة المتهمين، إذ كتب أحد المعلقين على فيديو المقابلة على موقع "يوتيوب": "لا يجيد الشبان الكذب، هذا السيرك مثير للضحك. حوارهما مع "آر تي" في حد ذاته يدل على الكثير". وكتب آخر: "ممثلون بلا أوسكار!".

دلالات