"رباعيات الخيام": ترجمة توليفية

13 مارس 2020
رسمة صاحبت النسخة الفرنسية من الرباعيات
+ الخط -

لا شك بأن "رباعيات الخيام" من بين أشهر نصوص الأدب العالمي في الثقافة العربية، حتى أن كثيرين يعدّونها جزءاً من الأدب العربي نفسه لسببين على الأقل؛ الأول أن سياق تأليف عمر الخيام لرباعياته كان ضمن فضاء إسلامي شامل يعيش اندماجاً ثقافياً بين مختلف الجغرافيات، وقد كانت للخيام مؤلفات بالعربية معظمها في العلوم. أما السبب الثاني فيتمثل في كون الترجمات العربية التي قُدّمت لرباعياته تبدو وكأنها من صميم الشعر العربي، حيث انبرى لنقلها شعراء مشهود لهم.

من هؤلاء: أحمد الصافي النجفي وجميل صدقي الزهاوي من العراق، ووديع البستاني وعيسى المعلوف من لبنان، ومحمد السباعي وأحمد رامي من مصر، والثاني بات صاحب أشهر نسخة عربية بفضل إنشاد مقاطع من ترجماته في أغنية شهيرة لأم كلثوم.

كما ترجم الرباعيات الشاعر الأردني عرار والبحريني إبراهيم العريض، وهي ترجمات تتوزّع بين المنظوم والمنثور، وبين عودة إلى النص الأصلي بالفارسية وأخرى عن لغات أخرى أبرزها الترجمة الإنكليزية التي وضعها إدوارد فتزجيرالد في القرن التاسع عشر، وتُعتبر السبب المباشر في التفات الثقافة العربية إلى رباعيات الخيام، وهي مفارقة أخرى قلما جرت دراستها بأدوات علمية.

رغم هذا الكم من الترجمات، لا يزال نص عمر الخيام يُغري المترجمين العرب، وقد صدرت حديثاً ترجمة جديدة أنجزها الباحث التونسي محفوظ غزال عن "دار الحكمة"، وقدّم لها أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية توفيق قريرة. في "مكتبة الكتاب" في تونس العاصمة، يُقام مساء اليوم حفل تقديم الترجمة الجديدة.

اعتمد غزال على منهج مختلف في ترجمة الرباعيات حيث لم يعد إلى نص وحيد، وإنما قدّم محاولة توليفية من خلال إعادة صياغة مختلف الترجمات المعروفة من ثلاث لغات هي العربية والإنكليزية والفرنسية مع الاستئناس بالنص الأصلي عن الفارسية، وعودة خاصة إلى رؤية أحمد رامي لشعر عمر الخيام، وهي تجربة غير مألوفة في خيارات الترجمة. من جانب آخر، اختار غزال أن تكون ترجمته منظومة وقد وضع الـ 348 بيتاً شعرياً في نسخته على بحر الرمل.

المساهمون