وقالت المنظمة في تقرير موثق بشهادات وصور، اليوم الخميس، إنّ "مسلحي تنظيم داعش قتلوا على الأرجح أكثر من 300 شرطي عراقي سابق قبل ثلاثة أسابيع، ودفنوهم في مقبرة جماعية قرب بلدة حمام العليل".
وأضافت، أنّ "المتشددين فصلوا بعض رجال الشرطة السابقين عن مجموعة تضم نحو 2000 شخص من قرى وبلدات مجاورة، ثم أجبروهم على السير معهم الشهر الماضي أثناء تقهقرهم شمالا إلى الموصل وتلعفر"، ونقلت عن عامل أنه "شاهد مقاتلي داعش يقودون أربع شاحنات ضخمة على متنها ما يتراوح بين 100 و125 رجلا بعضهم من رجال الشرطة السابقين، مروا بكلية للزراعة قرب الموقع الذي تم اكتشاف المقبرة الجماعية فيه".
وأضاف الشاهد، أنّه "بعد دقائق سمع دوي إطلاق نار من مدافع رشاشة وصرخات ألم"، وتابع أنه "في الليلة التالية (29 أكتوبر/ تشرين الأول) تكرر المشهد ذاته مع عدد يتراوح بين 130 و145 شخصا".
وقال شاهد آخر من سكان حمام العليل للمنظمة، إنّه "سمع دوي بنادق آلية في المنطقة لنحو سبع دقائق متواصلة تقريبا، في ثلاث ليال متتالية".
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، جو ستورك، إنّ "هذا دليل آخر على القتل الجماعي المروّع الذي يواجهه رجال إنفاذ القانون السابقون على يد داعش في الموصل ومحيطها"، مشدّدا على أنه "يجب محاسبة داعش على هذه الجرائم ضد الإنسانية".
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني، زارت "هيومن رايتس ووتش" موقع المقبرة الجماعية على مشارف قرية حمّام العليل، في موقع تدريب عسكري عراقي، خلف كلية الزراعة. ورأى الباحثون 4 جثث مكشوفة فضلا عن أكوام من القمامة تغطي الجثث. كما انتشرت في المنطقة رائحة كريهة قوية.
وراجعت المنظمة الحقوقية، بحسب التقرير، ملخصا لتقرير أعدّه وفد حكومي عراقي زار الموقع في 9 نوفمبر/تشرين الثاني. وذكر التقرير أن المقبرة تضم حوالي 100 جثة، مع ما لا يقل عن 20 جثة ظاهرة على سطح الأرض. ووجد الوفد، اعتمادا على مستوى تحلل الجثث الظاهرة، أن الأشخاص قُتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث كانت جميع الجثث الظاهرة مقيدة الأيدي والأرجل ومعصوبة الأعين.
وتحدثت "هيومن رايتس ووتش"، مع 5 ضباط شرطة من حمّام العليل في 3 نوفمبر/تشرين الثاني. قال الضباط إن "قائدا من داعش أمر في تمام الساعة 11 من صباح 20 أكتوبر/تشرين الأول، عبر مكبرات الصوت في 3 أحياء من حمّام العليل، جميع الرجال والفتيان فوق سن 12 بالتجمع على جسر قريب. هرب هؤلاء الضباط و65 آخرين على الأقل، خوفا من استهدافهم لعلمهم بتقارير احتجاز داعش لأفراد قوات الأمن. قالوا إنهم لا يعرفون ما حدث للرجال الذين أخِذوا".
ويأتي التقرير في وقت تخوض فيه القوات العراقية معارك دامية على محاور الموصل، في محاولة لاستعادتها من التنظيم الذي سيطر عليها قبل أكثر من عامين.
(العربي الجديد)