"راصد الغربان" أحدث سبل مواجهة عنف الأمن في مصر

20 ابريل 2014
يؤدي "الراصد" دور الكشّاف للمتظاهرين (الأناضول، getty)
+ الخط -

عيناه مثل الكاميرا، تمسح المكان الذي تمر به المسيرة. لا يشارك فيها ولا يرفع علماً. كل ما يقوم به هو رصد "الغربان السوادء"، وهو الاسم المتداول بين المتظاهرين لوصف قوات الشرطة التي قد تباغتهم في أي لحظة خلال تظاهراتهم ومسيراتهم منذ انقلاب الثالث من يوليو/ تموز الماضي.

ويقول أحد أعضاء مجموعات "الرصد" إنه يتقدم مجموعات معنية بتأمين المسيرات التي يدعو إليها "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، وينتشر زملاؤه أيضاً في كافة مناطق الخطر التي يتوقع منظمو المسيرة قدوم الشرطة منها.

والراصد "هو أول مَن يصدر أوامره للمتظاهرين بالانصراف فور شعوره باقتراب الخطر"، بحسب أحد هؤلاء "الجنود المجهولين". ويروي "الراصد" كيف أن أحدهم "هتف بأعلى صوته للمتظاهرين المشاركين في التظاهرة المفاجئة التي شهدها ميدان رابعة العدوية في مدينة نصر، شرق القاهرة، في 14 إبريل/ نيسان الحالي، لكي يتفرقوا، فتفرق المتظاهرون فوراً".

ويتابع الناشط أنه "كان علينا تنظيم فعالية نوعية في ذكرى مرور 8 أشهر على مذبحة الفضّ في المكان نفسه، وكان لمجموعات الرصد دور مهم في اختبار صلاحية المكان لتنظيم الفعالية في هذا التوقيت، وإيجاد ثغرة تمكّنهم من اختراق الحشود الأمنية المحيطة بالميدان".

ويضيف أنه "كان علينا وضع شروط أخرى تقلّل من احتمالات وقوع أي من المتظاهرين في قبضة الأمن، لذا شدّدنا على عدم مشاركة الفتيات والرجال ممّن تجاوزوا الخامسة والأربعين، حتى يتمكنوا من الهرب سريعاً قبل وصول رجال الأمن".

يجب أن يتميّز عضو فريق "الرصد" بسمات عدة ليتمكن من القيام بمهمته، بحسب الناشط، الذي يشدد على ضرورة ألا تبدو عليه "أي علامات تكشف انتماءه إلى التحالف أو الكيانات المناهضة للانقلاب". وعن هذا الموضوع، يقول: "نحذرهم من إحضار الهواتف الذكية، فهي وسيلة سهلة تستطيع قوات الأمن من خلالها تعقّب متظاهرين آخرين"، كاشفاً في هذا السياق عن "إجبار قوات الأمن بعض المتظاهرين على الكشف عن كلمة السر لحساباتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، بعد اعتقالهم، ما يضع آخرين في دائرة الخطر".

"يجب أن يتميّز عضو فريق الرصد بسرعة البديهة والدراية الكاملة بالمنطقة التي تمر بها المسيرة، لينصح المشاركين بالسير في شوارع بديلة إذا كانت قوات الأمن متمركزة في بعض الشوارع"، على حد تعبيره. وتستعين مجموعات العمل الميداني ببعض المصابين ليقوموا بمهمة الرصد، إذ إن عدداً كبيراً منهم لا تمكنهم إصاباتهم من التظاهر أو الركض سريعاً عند وصول قوات الأمن، فيلتزمون سياراتهم ليراقبوا خط سير المسيرة وإبلاغ المتظاهرين بنقاط الخطر، وفق الراوي.

المساهمون