عشرون عاماً مرّت على تأسيس مسرح المدينة في "بيروت". الخبر ليس جديداً بالتأكيد، لكن الجديد هو العروض التي تُقدَّم أسبوعاً بعد آخر في هذه المناسبة، وآخرها هو العرض المزمع تقديمه على خشبة "المدينة" مساء الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بعنوان "راسين وإيد".
العمل من إعداد وأداء وإخراج فرقة "زقاق"، ويستند فيه كل من مايا زبيب وجنيد سري الدين ولميا ألي عازر إلى نصوص ونماذج من عدّة مسرحيّات لشكسبير، يقومون بإعدادها وإخراجها وأدائها أيضاً. وعلى مدار ثلاثين دقيقة يرشد كلّ ممثل الآخر، مستلهماً إرشادات وأدلّة وبراهين من أعمال الكاتب الإنكليزي.
المسرحية، التي يدعمها "المجلس الثقافي البريطاني" و"مسرح المدينة"، أخذت الشقّ السياسي في أعمال صاحب "الملك لير"، إذ يلتفت العمل إلى النظرة إلى القيادة والتفكير فيها، كما قدّمها شكسبير في مسرحيات كثيرة، ويتطرّق إلى مفاهيم مثل التمرّد والسلطة والثورة والطغيان.
ومن هذه المفاهيم يحاول "راسين وإيد" بناء حلقات مشتركة مع الواقع العربي، إذ يطرح القائمون على المسرحية أسئلة من نوع "ما الذي يعنيه أن يكون المرء ملكاً؟ ما الذي يصنع الحاكم الجيّد؟ متى يجب أن يُطاع الحاكم أو يُعصى؟ هل يمكن تبرير التمرّد؟ كيف يجري اكتساب السلطة السياسية والمحافظة عليها؟".
تتزامن المسرحية مع شغور موقع الرئاسة في لبنان، الذي يقول عنه بيان العرض "تتّجه السلطة وتتحوّل باتّجاه تحالفات متعدّدة وغير متوقّعة، ولكن، لا تزال نماذج من النظام الأبوي تتحرّك وتهزّ المنطقة، متمسّكة بصور من القوة الغاشمة. نهتم بطرح الأسئلة الشكسبيرية في سياقنا اليوم، من أجل تحليل ومساءلة النماذج الأصلية للنظام الأبوي والتي تسيطر على المنطقة".