"ذي غارديان": هكذا تلقّى الشارع العراقي الاتفاق النووي الإيراني

28 يوليو 2015
انقسام بالشارع العراقي حول الاتفاق النووي (الأناضول)
+ الخط -
مازال الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الست العالمية قبل نحو أسبوعين يستأثر باهتمام كبريات الصحف العالمية، وخصصت في هذا الصدد صحيفة "ذي غارديان" البريطانية مقالا للحديث عن الكيفية التي تلقى بها الشارع العراقي خبر الإعلان عن التوصل للاتفاق مع طهران.

وذكر مقال الصحيفة أنه بعد مرور بضع ساعات فقط على الإعلان عن الاتفاق، دخل العراقيون في نقاشات قوية حول هذا الموضوع بالشوارع، والمقاهي، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتمحورت أغلب التساؤلات حول قيام الولايات المتحدة الأميركية بالتخلي عنهم، وإمكانية أن تصبح طهران قادرة على التدخل في الشأن العراقي الداخلي بكامل حريتها.

كما أبرز المقال أن هذا الموضوع، ومثل غيره من المواضيع المرتبطة بالجارة الشرقية للعراق، أدى إلى انقسام في ردود فعل الشارع العراقي بناء على الانتماء الطائفي والعرقي الحاضر بقوة بالمجتمع العراقي، معتبرا أن أغلب من رحبوا بالاتفاق كانوا من الشيعة. واعتبر هؤلاء، حسب المقال، أن تحسن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية سيؤدي إلى تعزيز الأمن الداخلي العراقي، وأن الاتفاق قد يخفف من حدة الاحتقان الطائفي ويؤدي إلى توحيد الجهود في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".


في المقابل أشار المقال إلى أن من يعترضون على الاتفاق مقتنعون بأنه سيمنح طهران إمكانية التدخل في الشأن العراقي الداخلي من دون أن تواجه أي اعتراض أميركي.

وفي هذا الصدد، قال أستاذ علم الاجتماع والنفس مجيد كاظم في تصريح للصحيفة إن "هذا الجدال بين العراقيين يعكس حجم الانقسام داخل المجتمع الواحد"، موضحا أن العراقيين لا يستطيعون الإجماع والاتفاق بينهم.

كما ذكر مقال "ذي غارديان" أن الاتفاق النووي مع إيران أعاد إلى أذهان العراقيين ذكريات سيئة، لاسيما البرنامج النووي الذي شرع في تنفيذه الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وأبرز المقال كذلك أن الاتفاق النووي شكل فرصة للعراقيين لانتقاد حكومتهم، لاسيما وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، إذ وجهت له انتقادات بالفشل على عدة صعد مثل ملف تقاسم المياه مع تركيا وعلاقته بالجفاف في العراق وملف ميناء مبارك مع الكويت. وأوضح المقال أن العراقيين قارنوا بين أداء الجعفري بالعمل الذي قام به وزير خارجية، محمد جواد ظريف، بعدما خرج الأخير منتصرا بعد مرور قرابة عامين على بدء المفاوضات النووية الصعبة والطويلة.

كذلك أشار المقال إلى أن الاتفاق النووي سيؤثر على المدى البعيد على الاقتصاد العراقي، بما أنه يتوقع أن يؤدي إلى خفض أسعار النفط، وهو ما سيشكل عبئا إضافيا بالنسبة للحكومة العراقية، التي تحتاج إلى مبيعات النفط لتغطية العجز في ميزانيتها.

اقرأ أيضا: ظريف يبحث مع السيستاني في النجف سبل "مواجهة الإرهاب"