بعيدأً عن مناكفات الفنانة أحلام والفنان راغب علامة في"أرب آيدول"، وقصة حب العميد علي جابر والفنانة نجوى كرم في "آراب غوت تالنت"، يبدو أنّ الأكثر لفتا للأنظار هذا الموسم من "ذا فويس" هو أنّه يلاحق هواة ومحترفين لدعوتهم إلى المشاركة في البرنامج. وذلك خلافا لما هو متعارف عليه في برامج كهذه، حيث يلاحق الهواة البرنامج على أمل الفوز بالمشاركة.
"ذا فويس"، الذي انطلق الشهر الماضي في نسخته الثانية، يُشكل مدربوه الحلقة الأقوى، لما يتمتعون به من شهرة ونجاح، وهم كاظم الساهر وعاصي الحلاني وشيرين وصابر الرباعي. وهذه الدورة يركّز على "قوّة الصوت" فقط لايصاله الى حلم النجومية، ما حرم بعض الهواة من التجربة التلفزيونية والشهرة: "الهدف هو الابتعاد عن الروتين المُمل الذي بدأ يسيطر على هذا النوع من البرامج نظراً لكثرتها"، يقول لـ"الجديد" مصدر في "سوني". ويضيف: "خرّيجو ذا فويس وأرب آيدول كلّهم، وغيرهم من برامج أخرى، لم يحالف الحظّ أيّا منهم بعد انتهاء البرامج واختفى معظمهم" بعد وقت قصير.
وفي العودة إلى "ملاحقة الأصوات" فإنّ الشاب المغربي مراد البوريقي، الذي فاز في الموسم الآول من "ذا فويس" لا يزال مغموراً. ويقول مدرب البوريقي، عاصي الحلاني، لـ"جديد": "الفنّ يتطلب عملاً مضنياً وسهراً وتعباً، ونحن لم نصل الى ما وصلنا إليه بسهولة"، يضيف مبررا تأخر نجومية مراد. واضح أنّ الهدف التجاري أقوى من الموسم الأول بسلاح الاصوات القويّة، لجذب المشاهدين والدعايات. لكنّ الصادم شائعات تحدثت عن أنّ لجنة البحث عن المواهب للاختبارات الصوتية هذا العام تتصل بعدد من محترفي برامج الهواة السابقة وتقنعهم بضرورة التقدّم الى البرنامج ومنهم على وجه التحديد هواة برنامج "سوبر ستار"، برنامج المواهب الأول الذي استورد الى العالم العربي.
هذا ما اكده احد الفائزين في برنامج "سوبر ستار" للـ"جديد" قائلاً إن شركة "سوني" اتصلت به مرارا ودعته الى التقدم لـ"ذا فويس": "لكنّني رفضت ذلك، ولو لم أحقق الشهرة التي كنت أريدها بعد سنوات من (سوبر ستار) إلا أنّ ذلك لا يبرر الدخول مرة ثانية في منافسة مع هواة قد يكون بعضهم يتقدم للمرة الاولى وبعضهم الآخر متمرساً في عالم الغناء".
ولمزيد من التأكيد نذكر أنّه كان من أبرز المواهب التي تقدمت الى الموسم الثاني من "ذا فويس" الشابة السورية هالة قصير التي تعتبر من ابرز المطربات في سوريا اليوم، وصديقتها ريم مهرات التي شاركتها في برنامج "سوبر ستار" بنسخته الثانية. وفي الحلقة الثالثة من اختبارات "الصوت وبس" في "ذا فويس" لفت الأنظار المشترك احمد حسين بحسن ادائه وصوته. وهو شارك في الموسم الرابع من "سوبر ستار". وهو واحد من المطربين المعروفين في المطاعم والفنادق اللبنانية!
أما مروى ناجي فهي مغنية محترفة جداً في مصر وتعتبر من اهم الاصوات في دار الاوبرا المصرية. وقد حاول "ذا فويس" إخفاء قيمة مروى وحرفتها الغنائية، إلا أنّ الصحافة المصرية كشفت ذلك وتساءلت عن سرّ اخفاء شيرين معرفتها بمروى، خصوصاً أنها، أي مروى، كانت زميلة صاحبة "آه يا ليل" في دار الاوبرا المصرية.
مصدر في شركة "سوني" قال للــ"جديد" إن الشركة تعترف بأنّ "البرنامج للمحترفين وليس للهواة وهذا طبيعي من خلال االتعريف التقنّي لــ"ذا فويس" عالمياً".
هذا كلّه يشير إلى أنّ هذا النوع من البرامج بدأ يفقد هالته وسحره، وبات على المعدّين اجتراح المستحيل و"الزعبرة" في مكان ما، بعدما كان الجمهور مأسورا بالأصوات وصناعة الشهرة أمام عينيه. ويمكن القول إنّ الفأر هو الذي يلاحق القطط حاليا.