"دين الدولة": عقلية الإبادة التوراتية

21 يوليو 2016
هاني زعرب/ فلسطين
+ الخط -

يُقدّم الباحث مازن حنّا في كتابه "دين الدولة.. العملة المزيّفة"، الذي صدر مؤخّراً عن "دار فضاءات" في عمّان، صورة تلخّص حضور الدين في المؤسّسات الرسمية والشعبية في الكيان الصهيوني، عبر عرضه لأحدث المصادر والبيانات في هذا السياق.

يشير الكتاب، في تقديمه، إلى أن حاخامات الكيان الصهيوني، وخصوصاً في العقدين الأخيرين، دأبوا على إصدار فتاوى هدفها التحريض ضد الفلسطينيين، في مهمّة تعبوية محمومة تخدم مصالح الاندماج الإمبريالي الصهيوني ومشاريعه في المنطقة.

وتدّعي هذه الفتاوى لنفسها العصمة، بحسب المؤلف، حتى إنّها تقوم بتكفير "الدولة" وقوانينها، وتحرّض على عدم الرضوخ لها إذا ما تعارضت مع منطوقها ومبتغاها. وقد كان أشهر هذه الفتاوى، تلك التي أصدرها مردخاي إلياهو، الحاخام الأكبر السابق للكيان الصهيوني، وتدعو إلى إبادة الفلسطينيين بشكل كامل، وتُحلّ قتلهم جميعاً، بلا استثناء، حتى أولئك الذين لم يشاركوا ولا يشاركون الآن في مقاومة الاحتلال، والقتال ضد جنوده ومستوطنيه.

وقد اعتبر إلياهو أن هذه الفتاوى "فريضة من عند الرب يتوجّب على اليهود تنفيذها". وقد نصّ بعضُها على سرقة المحاصيل الزراعية الفلسطينية، وتسميم الدواب والمواشي وآبار المياه التي يملكها الفلسطينيون، بحسب نص الفتاوى التي يوثّقها الكتاب.

ويلفت الكاتب إلى أن المسألة لا تقتصر على حاخام أصدر فتوى هنا أو هناك، بل أصبحت ظاهرة تتنامى فيها، ومعها، قوّة الأحزاب الدينية الصهيونية، ويزداد التطرّف بالتالي في اتجاه تحويل الدولة إلى دولة ثيوقراطية، إذا ما أُتيحت الفرصة، في وقت غير بعيد. وقد دلت الإحصاءات أن نصف سكّان الكيان الصهيوني يعتبرون أنفسهم محافظين، وأن نصف ضبّاط الجيش، وستّين بالمئة من قادة الوحدات المختارة، وأربعين بالمئة من كبار الضبّاط (من رتبة عقيد فما فوق) هم من هذا التيار الذي يقيم وزناً كبيراً لفتاوى الحاخامات.

ويملك الجيش الصهيوني اثنتين وأربعين مدرسة من المدارس العسكرية الدينية، المعروفة باسم "يشيفوت ههسدير" التي يديرها الحاخامات، وتخرج جنوداً وضباطاً للجيش متشبّعين بعقلية الإبادة التوراتية.

يسعى الكتاب إلى الربط بين تنامي ظاهرة التديّن والتعصّب الديني في مؤسّسة الحكم الصهيوني وبين ما يوازيها في الولايات المتّحدة، خصوصاً في استشهاد زعمائها بمرويات دينية في عدد من الحروب الأخيرة التي خاضتها منذ حرب أفغانستان، ومحاولات التحكّم في نفط بحر قزوين وسوق المخدرات الدولي.

المساهمون