دعا الفضول المواطن الفلسطيني، علي سحويل، إلى دخول متجرٍ يحمل اسما غريبا "دكان المعرفة" في سوق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ليرى معرضا إلكترونيا للتعليم التفاعلي لطلبة المدارس، آملا أن يعزز هذا النوع من التعليم القدرة لدى أطفاله على تطوير إمكاناتهم التعليمية.
يقول سحويل لـ"العربي الجديد" إنني آمل نجاح المشروع، خاصة في ظل ما يعانيه أبناؤنا من تدنٍ لمستوى التعليم، نظرا لعدة ظروف منها الاحتلال، وأن يكون قادرا على تطوير إمكاناتهم التعليمية".
ويرى سحويل أن المشروع ربما يواجه مشاكل وصعوبات، لكن ذلك يعتمد على مدى نجاح الدور التعريفي والإعلامي للقائمين على المشروع، من أجل استقطاب أناس جدد، وخاصة في الريف الفلسطيني.
موظفو المعرض الذي أطلق عليه "دكان المعرفة"، ضمن مشروع المؤسسة الفلسطينية غير الربحية "شركاء في التنمية المستدامة (نت كتابي)"، عملوا على تعريف كافة زوار الدكان بطبيعة الأجهزة الإلكترونية، وما تحويه من منهاج تعليمي تفاعلي وكيفية عملها، على أمل تشجيعهم على شرائه لأبنائهم مستقبلاً.
المدير التنفيذي لمؤسسة (نت كتابي) صبري صيدم قال لـ"العربي الجديد"، على هامش افتتاح المشروع اليوم الأحد، إن "أطفال فلسطين لديهم طاقة في استخدام التكنولوجيا التي حرموا من استخداماتها، ومن حقهم تجاوز ضنك الحياة والوصول إلى الأجهزة التفاعلية، على أمل لفت المؤسسة الرسمية لأن تدخل التكنولوجيا في حياتنا، علاوة على توسيع المشاركة في الاستخدام بشكل أكبر".
وأنتجت الوسائل التعليمية التفاعلية للمناهج الدراسية الفلسطينية وعددها 64 كتابا، حيث أدخلت إلى الأجهزة الإلكترونية بالشراكة مع شركة إنتل العالمية بأيدٍ فلسطينية، تتضمن مقاطع مرئية وصوراً وألعاباً تعليمية، بهدف إثراء الثقافة الرقمية، وترسيخ مفهوم ومبادئ العلم لدى الأطفال وحتى المرحلة الثانوية.
دعم المشروع
وتبلغ قيمة افتتاح "دكان المعرفة" بمدينة رام الله، نحو 20 ألف دولار، لم تتكلف منها مؤسسة "نت كتابي" أي شيء، ضمن مساهمات شركات ومؤسسات فلسطينية، كما يوفر المشروع للأجهزة دعما فنيا وتحديثات مستمرة، ويسعى القائمون عليه لنقله إلى بقية المحافظات الفلسطينية بما فيها قطاع غزة، من أجل تسويق اقتنائه.
وأشرفت وشاركت 20 مؤسسة وشركة فلسطينية بدعم مشروع "دكان المعرفة"، الذي من المفترض أن يستمر مدة 120 يوما بالتزامن مع الإجازة السنوية لطلبة المدارس، ليتاح لهم إمكانية معرفته وتفقد محتوياته التعليمية.
ومن أجل إقناع الجمهور الفلسطيني باقتناء الأجهزة، اتفقت "نت كتابي" مع البنوك الفلسطينية على تقسيط ثمن الأجهزة لمدة طويلة الأمد، بمبلغ شهري لا يتجاوز 10 دولارات، ويبلغ سعر الجهاز الواحد ما بين (240 – 500 دولار).
ورغم أن تكلفتها زهيدة واقتناؤها سهل، إلا أن الظروف الاقتصادية الفلسطينية ربما تجبر بعض الأهالي على عدم شرائها، حيث يوضح صيدم أن "نت كتابي" لا تستطيع توفير منح لكل المحتاجين الفلسطينيين، ولكنه أبدى تفاؤلاً بأن الفلسطينيين يهتمون بالتكنولوجيا واقتنائها، إذ إن أبناءهم سيدلونهم على هذه التقنية الجديدة.
اقرأ أيضاً:
مواهب وذكاء الأبناء.. استثمار سليم أم استغلال ربحي
فلسطين نحو تغيير المنهاج التعليمي
3 فلسطينيين يبتكرون أول سترة إلكترونية للمكفوفين