وفي هذا الصدد، وصف مقال لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية توني بلير بالمبعوث عديم النفع الذي تلقى الملايين من الدولارات عن منصبه من دون أن يحقق شيئا يُذكر.
واستهل المقال انتقاداته لبلير بالتساؤل عما كان سيفعله بعد مغادرته منصب رئيس الوزراء، موضحا أنه سعى حينما اقتربت نهاية ولايته إلى توجيه انتقادات لحليفه في غزو العراق، الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، وبأن تلك الانتقادات أتت أكلها وضمنت لبلير منصبا جديدا كمبعوث للرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الأغنياء اليهود فتحوا أبوابهم له، على اعتباره "بطلا" نجح في الإطاحة بالرئيس العراقي، صدام حسين.
وبخصوص ما حققه بلير طيلة مهمته كمبعوث للسلام، ذكرت الصحيفة أنه استهل مشواره بشعارات براقة، من قبيل أنه يستطيع التواصل مع جميع الأطراف، وأن علاقاته ستساهم في حل ملف الاحتلال الإسرائيلي، من دون أن يعير أدنى اهتمام لمحدودية الخيارات المتاحة أمامه. وأضاف مقال الصحيفة أن بلير بُلغ بأن مهمته كمبعوث للسلام تهم فقط تحسين الظروف الاقتصادية للفلسطينيين بدون أن يهم ذلك الانخراط في أي مسلسل للسلام.
اقرأ أيضا: بلير خلط الدبلوماسية بـ "البزنس" ففشل
ولفت المقال إلى أن بلير اكتشف، بعد مرور عام ونصف على بدء مهمته الجديدة، أن تحقيق النمو الاقتصادي أمر مستحيل من دون التوصل إلى تسوية سياسية، مضيفا أن كلا من الجانبين الأميركي والإسرائيلي لم يكونا يودان رؤية بلير يمارس دور وسيط في مسلسل السلام على المستوى السياسي، ما سرّع بإقصائه من أي مفاوضات.
ورغم حديث الصحيفة عن بعض "الإنجازات" القليلة التي حققها بلير، فإنها أشارت في المقابل إلى أن الفلسطينيين انزعجوا كثيرا حينما رفض القيام بزيارة إلى قطاع غزة، وحينما لم يقم بالتنديد بالغزو الإسرائيلي للقطاع أواخر عام 2008، وهو ما دفع الفلسطينيين إلى الاعتقاد بأنه يقف مع الجانب الإسرائيلي، فضلا عن مشاركته في مراسم تشييع رئيس الوزراء أرييل شارون، الذي قتل الآلاف من الفلسطينيين.
كما أضافت الصحيفة أنه بعد علم الاتحاد الأوروبي بالصفقات التي كان يعقدها لحسابه الشخصي، طلب منه التنحي عن منصبه، وقام الاتحاد بسحب مساهمته المالية في الأجر الذي يقدم له كمبعوث للسلام. نفس الأمر انسحب على الولايات المتحدة الأميركية بعد وصول جون كيري إلى منصب وزير الخارجية.
ولفتت الصحيفة إلى أن بلير، ومن أجل إنقاذ منصبه، حل في القاهرة لإقناع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، برعاية اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين، وهو ما اعتبره كيري تداخلا في الجهود التي كان يقوم بها، وهي القشة التي قصمت ظهر البعير.
وذكرت الصحيفة بهذا الخصوص أن كيري رفض التدخل شخصيا لطرد بلير، لكنه ترك الأمر لمسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديركا موغريني، التي أبلغت توني بلير، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 بأنه يتعين عليه التنحي، إلا أن بلير نجح في إقناعها بتأخير الإعلان عن ذلك حتى مايو/أيار 2015.