"داعش" يوسّع نفوذه: فرع جديد في الجزائر

15 سبتمبر 2014
خشية أمنيّة بالجزائر من التنظيمات المتطرفة(جونغ يونغ جي/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن منشقون عن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، منضوون في مجموعات مسلحة كانت تنشط في منطقة وسط الجزائر، تأسيس تنظيم مسلّح جديد باسم "جند الخلافة في أرض الجزائر"، يقوده خالد أبي سليمان.
وقالوا في بيان أصدروه، اليوم الأحد وحمل الرقم واحد، إنّه تقرر تأسيس التنظيم "بعد اجتماع مجلس شورى منطقة الوسط، في كتيبة الهدى، وبعض السرايا التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتمّ الاتفاق على الانسحاب من القاعدة، ومبايعة أبي بكر البغدادي".

ويُعرف عن القائد المعلن لتنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر"، خالد أبي سليمان، واسمه الحقيقي قوري عبد المالك، ويبلغ من العمر 50 عاماً، أنّه أمير مقاطعة الوسط، في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأحد المقرّبين من زعيمه عبد المالك درودكال.
وكانت تقارير إعلامية، أفادت في شهر أغسطس/ تموز 2010، بأنّه قتل على أيدي قوات الجيش في منطقة باتنة، شرقي الجزائر، وورد اسمه على لائحة المرشّحين لتنفيذ عملية انتحاريّة، المطلوبين من قبل مصالح الأمن.

وعزا المنشقون عن القاعدة قرارهم بالخروج من التنظيم الأم، وتأسيس "جند الخلافة في أرض الجزائر"، إلى "انحراف التنظيم عن الجادة"، معلنين "براءتهم من منهج القاعدة".
وأعلن التنظيم تجديد البيعة لما أسماه بـ"خليفة المسلمين أبي بكر البغدادي"، وخاطبه قائلاً "لقد صار لك سهام في الجزائر فارمِ بها"، ما يؤشّر إلى استعداد عناصره للانخراط في أجندة تنظيم "داعش" وتنفيذ عمليات في الجزائر.

ومن شأن الإعلان الرسمي عن تأسيس هذا التنظيم، بوصفه ذراع "داعش" في الجزائر، رفع المخاوف الأمنية لدى السلطات الجزائرية، من بروز مجموعات مسلحة على صلة بالتنظيم المتطرف، الناشط في سورية والعراق. وتكرّس ولادة التنظيم الجزائري، التحذيرات الأمنية التي سبق وأطلقتها السلطات الجزائرية قبل أسبوع، بعد تقاطع معلومات أمنيّة من تونس وليبيا والمغرب، حول وجود خلايا مسلّحة متصلة ببعضها، تحاول إنشاء ذراع رسمي لـ "داعش" في منطقة المغرب العربي، خصوصاً مع وجود عدد كبير من النازحين واللاجئين، من دول عدّة في الجزائر وتونس والمغرب.

ويُعدّ تنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر"، رابع تنظيم مسلّح ينشط في الجزائر، بعد تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، المتمركز وسط وشرقي الجزائر، وتنظيم "حماة الدعوة السلفية"، بقيادة جعفر الأفغاني، الناشط غربي الجزائر، إضافة إلى تنظيم "التوحيد والجهاد" في غربي أفريقيا، والناشط في منطقة الجنوب وعلى الحدود مع مالي والنيجر، بقيادة مختار بلمختار.

ويعتقد محللون أمنيّون أن تنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر"، يمثل تطوراً أخيراً في تلاحق المجموعات المسلّحة في الجزائر منذ التسعينيات. ويرجّحون أن يحاول التنظيم الجديد، في الفترة المقبلة، تنفيذ عمليات إرهابيّة، كإعلان ميداني يكرّس وجوده على الأرض، بالطريقة نفسها التي جرى فيها الإعلان عن تأسيس تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في ديسمبر/كانون الأول 2007، بعد انشقاق عناصرها عن "الجماعة السلفيّة للدعوة والقتال"، والتي تأسّست بدورها بعد انشقاقها عن "الجماعة الإسلاميّة المسلّحة".

المساهمون