وأشارت المصادر إلى أنّ "داعش لا يزال يتخذ المدنيين في مدينة الباب دروعاً بشرية"، مضيفة أنّ "السبب في مقتل المدنيين الخمسة هو منع التنظيم لمغادرتهم المدينة، حيث قام بزراعة الألغام في محيطها، والتي أسفرت، أوّل أمس السبت، عن مقتل ستة أطفال من عائلتين حاولتا الخروج من الباب باتجاه المنطقة الجنوبية".
كما لفتت المصادر إلى أنّ "هناك مئات القرى الخاضعة لسيطرة داعش، والبعيدة عن جبهات القتال، لم تتعرّض للقصف، بينما يصرّ التنظيم على إبقاء المدنيين داخل مدينة الباب للاحتماء بهم، في حال اضطر للانسحاب من المدينة، كما فعل عندما انسحب من مدينة منبج".
يذكر أنّ تنظيم "داعش" يدافع عن أكبر معاقله في ريف حلب الشرقي، بشكل شرس عبر اتباع استراتيجية الدفاع بالمفخّخات والتمترس بين المدنيين.
وقال القيادي في "تجمّع الأحرار فرقة السلطان مراد" التابع للمعارضة السورية المسلّحة، أبو الوليد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعارك عنيفة جداً في محيط الباب، والتنظيم يبدي مقاومة شرسة ويرسل مفخخات مسيّرة عن بعد"، مشيراً إلى "تفجير عدد منها قبل وصولها إلى مواقعنا، بينما يقوم التنظيم بالتّمترس بين المدنيين ومنعهم من الخروج، ما يشكل عائقاً كبيراً أمامنا".
من جانبها، أكّدت القوات المسلحة التركية، في بيان، اليوم الاثنين، قيام كل من سلاح الجو التركي وسلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات لمواقع "داعش" في مدينة الباب، بريف حلب.
وأكد البيان أنّ سلاح الجو التركي قام باستهداف مواقع "داعش"، أمس الأحد، في كل من مدينة الباب وبلدة بزاعة وتادف، ما أدى إلى مقتل 22 من عناصر التنظيم، بينما قام سلاح الجو الروسي بضرب مواقع "داعش" في منطقة دير قاق (8 كيلومترات جنوب مدينة الباب).
وأشار البيان إلى أنّ "العمليات ما تزال مستمرة، حيث تمت تغطية 103 مواقع للتنظيم، عبر القصف المدفعي".
وكان سلاح الجو الروسي قد قام الأسبوع الماضي، بشن غارات ضد مواقع "داعش" في محيط الباب، وذلك بعد توصّل كل من أنقرة وموسكو إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سورية بضمانة الطرفين، تمهيداً لمفاوضات بين النظام والمعارضة في العاصمة الكازاخية أستانة، نهاية يناير/كانون الثاني الحالي.
وتزامناً وجهت القيادة التركية انتقادات شديدة للتحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة واشنطن، لعدم قيامه بتقديم الدعم لقوات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، ضمن عملية "درع الفرات"، والتي تعمل على السيطرة على مدينة الباب.