"داعش" ينهار في الرقة ومعركة دير الزور تقترب

14 سبتمبر 2017
قوات روسية على تخوم دير الزور (فرانس برس)
+ الخط -

بدأ عقد تنظيم "داعش" في مدينة الرقة بالانفراط، في ظلّ المعطيات الميدانية بأنه فقد زمام المبادرة العسكرية على وقع ضربات عشوائية ومدمّرة من طيران التحالف الدولي، حوّلت المدينة إلى رماد، لتمهيد الطريق أمام "قوات سورية الديمقراطية"، التي أكدت أن "المعارك باتت في قلب المدينة"، وأن "مسلّحي التنظيم يتراجعون إلى قسمها الشمالي، ومن المتوقع أن تدور رحى المعركة الأخيرة في الرقة". في غضون ذلك، واصلت قوات النظام الضغط على التنظيم من جنوب غربي دير الزور، في محاولة لمحاصرة المدينة من جهات عدة، في وقت واجهت فيه "قوات سورية الديمقراطية" صعوبات في الاشتباكات ضد "داعش" شمال غربي دير الزور.

في هذا السياق، ذكرت مصادر في "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، أن "مقاتليها وصلوا، ليل الثلاثاء، إلى مركز المدينة بعد اشتباكات مع مسلحي تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن "المعارك تدور في محيط المستشفى الوطني وحديقة الرشيد الواقعتين في حي الأمين". وأشارت إلى أن "مقاتلي سورية الديمقراطية أفشلوا هجوماً بسيارة مفخخة تم تدميرها قبل الوصول إلى وجهتها، كما أفشلوا هجوماً انتحارياً"، منوّهة إلى أنه "قُتل 33 مسلحاً في اشتباكات حي الأمين".

من جهتها، أفادت مصادر محلية مطلعة أن "قوات سورية الديمقراطية، التي تتولى الوحدات الكردية مهام التوجيه والسيطرة فيها بدأت، يوم الثلاثاء، اقتحام قصر المحافظ، وحديقة 17 نيسان وسط مدينة الرقة، التي يقع بالقرب منها مقر حزب البعث، ومبنى اتحاد الفلاحين". ولفتت إلى أن "كامل دفاعات داعش انهارت، واقتراب القوات المهاجمة من حديقة ومدرسة الرشيد".

ولفتت المصادر إلى أن "قوات سورية الديمقراطية قطعت الطريق لشارع تل أبيض الاستراتيجي وسط المدينة، كما سيطرت على مبنى مستشفى الرسالة"، موضحة أن "ساحة النعيم الشهيرة، أصبحت بمرمى نيران قوات سورية الديمقراطية". واكتسبت الساحة شهرتها إثر تحولها إلى مكان إعدامات كان ينفذها التنظيم منذ عام 2014 بحق معارضيه، أو بحق أسرى من قوات النظام، فغيّر السكان المحليون تسميتها إلى ساحة "الجحيم".

وكانت المتحدثة الرسمية لحملة "غضب الفرات"، جيهان شيخ أحمد، أعلنت يوم الثلاثاء، أن "قوات سورية الديمقراطية استكملت تحرير حي الثكنة وسط مدينة الرقة". وهذا الحي من أهم أحياء المدينة التي أكدت مصادر محلية أن "معظم مبانيها ومرافقها الحيوية تحوّلت إلى أنقاض، ولم يستثن طيران التحالف الدولي شيئاً فيها منذ بدء معركة الرقة في 6 يونيو/حزيران الماضي. ومن المرجح أن ينسحب مسلحو تنظيم داعش إلى القسم الشمالي من مدينة الرقة حيث مقرات الفرقة 17 العسكرية الحصينة، ومن المتوقع أن تدور المعركة الأخيرة قبل إعلان مدينة الرقة خالية من أي وجود للتنظيم".



في هذه الأثناء، ضغطت قوات النظام ومليشيات تساندها، على مسلحي تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور من الجهة الجنوبية الغربية، إثر وصولها منذ أيام عدة إلى مطار المدينة العسكري من محور البادية القادم من بلدة السخنة. كما حاولت التقدم أيضاً من ريف الرقة الجنوبي الشرقي، للوصول إلى ريف دير الزور الغربي، إلا أنها تواجه عراقيل في مواجهة "داعش"، خصوصاً في بلدتي معدان والسبخة، التابعتين إدارياً للرقة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، أن "مدينة دير الزور تشهد استمرار القتال على محاور في حي الحويقة داخل المدينة، ومحيط وأطراف منطقة الجفرة ومحاور أخرى داخل مدينة دير الزور وفي أطرافها". وأشار المصدر نفسه إلى أن "الاشتباكات ترافقت مع انفجارات متتالية، من المرجح أنها ناتجة عن تفجير مفخختين من قبل التنظيم في مواقع الاشتباك".

وهدفت قوات النظام إلى تحقيق مزيد من التقدم في مدينة دير الزور، وتقليص مناطق سيطرة "داعش" داخلها. وأكدت مصادر إعلامية أن "قوات النظام تحاول السيطرة على منطقة الجفرة، والوصول إلى الضفاف الغربية لنهر الفرات، بغية فرض طوق من 3 جهات على مدينة دير الزور، لدفع مسلحي التنظيم إلى الانسحاب شرقاً عبر نهر الفرات إلى معاقله البارزة في ريف دير الزور الشرقي قبل تطويقه بشكل كامل. ولم تحقق قوات النظام اختراقات مهمة في ريف الرقة الجنوبي الغربي، حيث تدور اشتباكات منذ أكثر من شهر، في مسعى من قوات النظام للوصول إلى ريف دير الزور الغربي".

وكانت وتيرة الاشتباكات قد هدأت في ريف الرقة الجنوبي الغربي، بعد وضع قوات النظام ثقلها الرئيسي في اشتباكات جنوب غربي دير الزور في سياق السباق على المدينة الاستراتيجية. وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن "قوات مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية، تواجه صعوبات جمة في محاور القتال شمال غربي دير الزور، إثر بدء حملة (عاصفة الجزيرة) يوم السبت الماضي".

وكانت "قوات مجلس دير الزور العسكري" تحركت من ثلاثة محاور باتجاه مدينة دير الزور. وبينت مصادر مطلعة أن "قوات مجلس دير الزور العسكري تواجه صعوبات في محور أبو خشب"، مشيرة إلى أن "التقدم الذي حققه المجلس العسكري منذ انطلاق الحملة وهمي، وفيه مخاطرة، وغير منظم"، معربة عن اعتقادها بأن "الغاية من بدء حملة عاصفة الجزيرة، إعلامية ليس أكثر".