وقال ضابط برتبة مقدّم في الجيش العراقي، يدعى غانم حميد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنظيم باغت القطعات العراقيّة المتواجدة في بلدة مخمور بقصف بصواريخ كاتيوشا ومدافع بشكل مكثّف، ما أسفر عن مقتل نحو تسعة جنود وإصابة 18 آخرين، وتدمير عدّة آليّات".
وأضاف حميد أنّ "القصف نُفّذ من القرى الجنوبيّة للموصل القريبة من بلدة مخمور"، مشيراً إلى أنّ "قيادة العمليّات قرّرت نشر القطعات العراقيّة على مساحة أوسع تلافياً للخسائر، بينما تم التوجيه بزيادة عدد السواتر الترابيّة في محيط المعسكرات العراقيّة ونشر نقاط مراقبة خشية من هجوم قد يقدم عليه التنظيم".
وأشار إلى أنّ "معلومات وصلت إلينا تؤكّد إلى تحريك تنظيم داعش منظومات صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى ومدافع نحو القرى الجنوبيّة للموصل القريبة من القطعات العراقيّة".
وأكّد أنّ "المنظومات وزّعها التنظيم على مسافات متباعدة في تلك القرى، وأنّه يسعى لتكثيف قصفه للقطعات العراقيّة، الأمر الذي قد يحدّ من زيادة حجم القوات الموجودة في مخمور".
من جهته، حذّر القيادي العشائري في الموصل، الشيخ عبد الوهاب الشمّري، من "منح داعش فرصة تنظيم قطعاته الدفاعيّة واستهداف القوات العراقيّة".
وقال الشمّري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "تجمّع القوات العراقيّة في بلدة مخمور يمنح التنظيم فرصة استهدافه بالصواريخ والمدافع، وهذا ما حدث فعلاً"، مبيناً أنّ "القوات العراقيّة يجب أن تنتشر بمعسكرات متباعدة وبعيدة عن مدى تلك الصواريخ، خصوصاً أنّ المعركة ليست قريبة".
وأكّد على "أهميّة عدم منح داعش فرصة تنظيم خطوطه الدفاعية في القرى الجنوبيّة للموصل، من خلال تكثيف الطلعات الجويّة للطيران العراقي وطيران التحالف الدولي، الأمر الذي سيصب بصالح المعركة المرتقبة".
ونفّذ الجيش العراقي، أمس، أول عمليّة قصف على مواقع التنظيم جنوبي الموصل بعد ما يقرب من العامين على احتلال التنظيم للمدينة.
ويسيطر تنظيم "داعش" منذ يونيو/حزيران 2014 على محافظة الموصل بعد انسحاب الجيش العراقي منها، والذي ترك أسلحته ومعسكراته للتنظيم. وأعلن التنظيم مدينة الموصل مركزاً لـ"خلافته"، ومنذ ذلك الحين لم تستطع القوات العراقية الاقتراب من المدينة، أو شن أيّ هجوم عليها.
اقرأ أيضاً: واشنطن: 30 ألف مقاتل للهجوم على الموصل