أصدر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مناهج تعليمية جديدة، في المناطق التي تخضع لسيطرته في مدينة دير الزور، بالتزامن مع تخريج الدفعة الأولى من المعلمين الذين خضعوا للدورات الشرعية.
ويقول الناشط وسام العرب من دير الزور لـ "العربي الجديد": "وزع التنظيم الكتب في عدد من مدارس ريف دير الزور، ومن المنتظر توزيعها على كافة المناطق، إضافة إلى مدينة الميادين، حيث أمر التنظيم بتخصيص عدد من المدارس لإعادة افتتاحها وتدريس المناهج الجديدة فيها من قبل الكوادر التي يحددها بعد إجراء الدورات الشرعية للمدرسين والمدرسات".
ويضيف: "مدرسة زبيدة في مدينة الميادين كانت الأولى بإتباع المناهج الشرعية، لأن مديرها سعيد الغناش كان من أوائل المبايعين لداعش، علماً أنه كان طالباً في معهد الموسيقى سابقاً".
ويقول أبو زيد عبدالله ، ناشط في حملة "دير الزور تحت النار"، إن: "محتوى المناهج الجديدة يتماشى مع قوانين التنظيم وتشريعاته، مثلاً يركز التنظيم على تعليم الأطفال الجهاد ومعنى القتال، في محاولة لزرع الفكر المتطرف في عقول أطفال المنطقة، وذلك عبر التأثير عليهم من خلال روايات وفتاوى وقصص تاريخية، بعيدة كل البعد عن الواقع الحالي وذلك ضمن مادة التربية الدينية".
وتجاوز عدد المدارس بكافة فروعها الابتدائية والإعدادية والثانوية، التي تخضغ لسيطرة التنظيم المئات، إذ إن التنظيم يسيطرعلى 90 في المئة من أراضي المدينة الفراتية. ويقول الناشط أبو زيد إن "أهالي مدينة دير الزور يشعرون بخطر ضياع مستقبل مئات الآلاف من الطلاب، لكن بنفس الوقت لا أحد يستطيع مواجهة أو معارضة قرارت التنظيم، وكان خيار المعلمين إما الهرب خارجاً لمن يملك القدرة المادية، أو الخضوع والانضمام إلى كوادر داعش التعليمية".
وكان التنظيم قد أغلق مدارس المنطقة الشرقية في دير الزور مع انطلاق العام الدارسي 2014-2015، ريثما يتم تجهيز المناهج الجديدة الخاصة به، بالإضافة إلى ذلك كان التنظيم قد وزع تعميماً بين الأهالي يؤكد فيه ضرورة توبة المعلمين والمعلمات وخضوعهم للدورات الشرعية في معاهد التنظيم، وإلا سيعاملون معاملة المرتدين وسيتخذ بحقهم الإجراءات القضائية المناسبة.
ويذكر أن تنظيم "داعش" عمد إلى تغيير أسماء المدارس، فمدرسة "محمد الفراتي" الواقعة في مدينة الميادين، باتت تعرف بـ "نسيبة المازنية" ومدرسة الشهيد "عبد الغفور ملا هاشم" تغيّر اسمها إلى "حذيفة بن اليمان"، أما مدرسة "زبيدة" فأصبحت "ابن تيمية" وغيرها.