وركز التسجيل الأول خلال هذا العام على إظهار وجود عناصر تنظيم "داعش" في مناطق مختلفة من العراق، واعتبار أن العمليات العسكرية الأخيرة للقوات العراقية والتحالف الدولي لم تؤثر على نشاطهم.
وتضمن التسجيل عمليات قتل مدنيين عزل من أبناء العشائر العربية في غرب وشمال العراق، تحت مزاعم "ردتهم عن الإسلام"، وعمليات تفجير عبوات ناسفة وقنص وهجمات مسلحة استهدفت قوات الجيش العراقي و"الحشد الشعبي"، كما احتوى التسجيل على مشاهد قطع رؤوس لضحايا مدنيين يظهر أنهم من عشائر محافظة صلاح الدين التي وقفت إلى جانب القوات العراقية في طرد تنظيم "داعش" من مدن المحافظة عام 2016.
وتضمن التسجيل خطباً قديمة لزعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي، كما ويلاحظ أن أغلب الاعتداءات الإرهابية التي ظهرت في التسجيل نفذت في مناطق محور شمال العراق وشمال شرقه، وتحديداً صلاح الدين وكركوك ونينوى وديالى.
كما يظهر التسجيل مشاهد لعمليات حرق حقول القمح في قرى ومناطق زراعية ديمية، شمالي العراق أيضا، بدوافع انتقامية من أهلها، وكذلك سرقة سيارات لعدد من الضحايا الذين تم قتلهم.
ويظهر التسجيل تنفيذ عناصر التنظيم عمليات إرهابية بملابس قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، يقتحمون فيها منازل عناصر أمن وينفذون عمليات إعدام ميدانية بحقهم، فضلاً عن خطف قرويين واستجوابهم ثم قتلهم رمياً بالرصاص وآخرين نحراً بالسكاكين.
وتظهر المشاهد نحو 30 مسلحاً من عناصر تنظيم "داعش"، جميعهم ملثمون، يتوسطهم شخص يظهر أنه عراقي من لهجته التي يتحدث بها، ويرتدي الزي الأفغاني التقليدي، وهو يهدد بعمليات إرهابية جديدة في ما سماه "ولاية العراق".
وتظهر مشاهد لمبايعة زعيم التنظيم الجديد المدعو أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، وفقاً للتسجيل، وعمليات تدريب لعناصر التنظيم على القنص والتفجير.
وقال مسؤول عراقي في وزارة الداخلية، في اتصال هاتفي مقتضب مع "العربي الجديد"، إن "العمليات الإرهابية المعروضة نفذت خلال الأشهر الخمسة الماضية"، مؤكداً أنها "نفذت في مناطق مختلفة، وعدد من الإرهابيين الذين ظهروا في التسجيل تم القضاء عليهم بعمليات القوات العراقية المشتركة الأخيرة"، مقراً بأن "عودة الإصدارات تؤكد بناء التنظيم مكتبه الإعلامي الذي تم تفكيكه واعتقال أعضائه منذ أكثر من عام، وآخرهم مسؤول فيه تم القضاء عليه قرب بحيرة الثرثار في صلاح الدين".
وحول الإصدار الجديد، قال العميد المتقاعد بالجيش العراقي أحمد عباس الطائي، لـ"العربي الجديد": إنه تغير مفاجئ بعد سلسلة عمليات إرهابية نفذها التنظيم طيلة الأسابيع الماضية، وهو محاولة منه للعودة".
وأضاف الطائي أنه "يؤشر إلى مرحلة جديدة من عمل العصابات والهجمات الخاطفة، لكنه بالوقت نفسه يؤكد أن التنظيم يستغل ثغرات أمنية مختلفة للتحرك؛ وأولها تعدد مصادر القرار والجهات الأمنية، بحيث جعلته يرتدي ملابس الجيش العراقي ويدخل مناطق تحت غطائها لتنفيذ عمليات إرهابية".
ويلاحظ أن غالبية عمليات التنظيم تظهر في مناطق صحراوية أو جبلية أو بلدات نائية، كما يظهر أن غالبية مسلحي التنظيم عراقيون، "لذا يمكن القول إن القيادات الأمنية عليها أن تستفيد من التسجيل لتشخيص الخلل وملاحقة من أثبتوا فعلا أنهم عصابات وفلول وبقايا لتنظيم مهزوم لا أكثر؛ فحرق حقول قمح وقتل أبناء قرى عزل بطرق غدر وغيلة تحت عنوان التكفير يؤكد حقيقتهم"، ختم الطائي.