ووفقاً لضابط رفيع في مديرية الاستخبارات العسكرية، التابعة لوزارة الدفاع، تحدث لـ"العربي الجديد "من بغداد، فإنّ "التقرير الذي تم إعداده بالتعاون مع التحالف الدولي من خلال غرفة العمليات المشتركة ببغداد، يشير إلى وجود ما لا يقل عن أربعين نفقاً، تحت الأرض في المحور الغربي للعراق تحديداً محور الأنبار ـ البو كمال السورية، والمحور الشمالي نينوى ــ دير الزور".
وأوضح الضابط، وهو عميد ركن في مديرية الاستخبارات، أن "الأنفاق التي حفرها التنظيم بواسطة معدات حفر حديثة، استولى عليها من شركة تشرين السورية التابعة للنظام، إذ كانت تقوم بأعمال حفر قرب دمشق، ويصل قطر الواحد منها نحو مترين وبأطوال تتراوح ما بين 3 إلى 7 كيلومترات، وتم إخفاؤها بشكل مُحكم، وتستخدم في تنقلات التنظيم المهمة على طرفي البلاد".
كما أنّها، بحسب تسريبات التقرير، ستكون حلقة التواصل الوحيدة في حال خسر التنظيم سيطرته على الشريط الحدودي بين البلدين الذي يسيطر عليه منذ عام ونصف العام.
ويسيطر "داعش" على أكثر من 500 كيلومتر من الحدود العراقية السورية من أصل 600 كيلومتر، طول الحدود بين البلدين الممتدة من الأنبار غرباً وحتى نينوى وعاصمتها الموصل شمالاً.
وتمثل مُشكلة فصل جناحي التنظيم في العراق وسورية، وقطع التواصل بينهما؛ أبرز محاور المحادثات العسكرية للتحالف الدولي في العراق، إذ يرى القادة والخبراء الدوليون، إن بقاء العراق وسورية ساحة واحدة يصعب من المهمة كثيراً.
بدوره، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، إن فصل الحدود بين البلدين بداية حل المشكلة، وهي مهمة لا يمكن وصفها بـ"السهلة"، معتبراً أن بقاء الحدود مفتوحة، يمثل عامل قوة للتنظيم، ويضمن استمرار تدفق الإمدادات إليه في كلا البلدين.
بدوره، أكّد آمر قوات التدخل السريع بغرب العراق، أحمد حسين، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الطيران الأميركي كثّف ضرباته على قوافل إمداد التنظيم الداخلية والخارجية على طول الحدود الدولية بين البلدين، إلا أنّ الطيران وحده غير كاف، فالموضوع بحاجة إلى ما لا يقل عن 50 ألف جندي على الأرض، لإعادة فصل الحدود ورسمها بعدما ضيع ملامحها تنظيم (داعش) وباتت قطعة واحدة".
كما لفت إلى أن "الجميع يرى أنه من اللازم إغلاق الحدود قبل عمليات التطهير، لكن المهمة صعبة، وأعتقد أن المعالجات الحالية في تحرير المدن، تبقى ترقيعية، ومن هنا تضغط الحكومة على واشنطن للمساعدة في إعادة فصل الحدود، وهذا بحد ذاته مطلب كبير وصعب عسكرياً فضلا عن كونه سياسياً". متوقعاً أن يكون العام المقبل "بداية الحراك نحو الحدود".
اقرأ أيضاً: مخاوف من عودة "داعش" للمناطق المحررة في صلاح الدين