فاجأ أفرادٌ متنكرون بزي مسلحين وعناصر من تنظيم داعش، مواطنين إيرانيين كانوا في مجمع كوروش التجاري، وهو أحد أشهر المجمعات الضخمة الواقعة غربي العاصمة طهران، ما أدى لحالة من الذعر بين بعضهم، في حين تعامل آخرون مع الأمر باستهزاء إذ أدركوا مباشرة أنه إعلان ترويجي لفيلم "بتوقيت الشام" الذي يُعرض في المجمع نفسه.
ويظهر في فيديو صوره إيرانيون كانوا في المجمع، أفرادٌ يحملون أسلحة ويرتدون أحزمة ناسفة، ويمثل كل واحد منهم شخصية أحد عناصر داعش الموجودة في الفيلم، الذي يتحدث عن قصة اختطاف التنظيم لطائرة في سورية، وعلى متنها طيارون إيرانيون ومدنيون سوريون لمخرجه إبراهيم حاتمي كيا.
ويرصد الفيلم بعضاً من شخصية أبو عمر الشيشاني صاحب اللحية الصهباء الطويلة، والتي يلعبها في الفيلم الممثل اللبناني جوزيف سلامة، وقد اشتهرت هذه الشخصية كثيراً في إيران بسبب طريقة قوله لجملة "جطوري إيراني" والتي تعني بالعربية "كيف حالك يا أيها الإيراني"، فأصبحت شخصية الشيشاني بارزة جداً في إيران، حتى إنها تستخدم في إطلاق النكات والطرائف.
وتسبب الإعلان الترويجي الحي في المجمع التجاري الذي تعرض دور السينما فيه فيلم "بتوقيت الشام،" في موجة انتقادات واسعة طاولت المخرج حاتمي كيا، بعد أن تسبب القائمون عليه بحالة من الرعب بين الحاضرين، بسبب عبارات رددوها وطريقة دخولهم للمكان واستخدامهم للخيول بين المتسوقين، ما ترك انطباعاً سلبياً.
Facebook Post |
وقدَّم المخرج حاتمي كيا اعتذاراً رسمياً عما حدث، وقال إنه كان من المفترض أن يتنكر أحد الأفراد بزي شخصية أبو عمر الشيشاني ويضع ذات لحيته، وأن يقف أمام باب المجمع ليتصور مع المارة، ولم يكن من المفترض أن يكون هناك مجموعة من الأفراد، ولا خيول ولا صراخ، مؤكداً أنه لم يكن على علم مسبق بما حصل، وطلب حاتمي كيا العفو ممن كانوا في المجمع التجاري وأصابهم الذعر لأنهم ظنوا أن ما يحصل حقيقي، بحسب تعبيره.
وتداول الإيرانيون مقطع الفيديو عبر مواقع التواصل، مع ردود فعل مختلفة، ودعا بعضهم لمحاكمة حاتمي كيا ومحاسبته بتهمة ترهيب المواطنين، ورأى آخرون أن ما حصل، يمثل وجهة نظر المتطرفين المتشددين، وأن إخافة المواطنين في مكان عام بغية المزاح أو الترويج أمر غير مقبول.
Facebook Post |
في المقابل، استخدم بعض الإيرانيين وسم "حاتمي كيا تنها نيست" أي "حاتمي كيا ليس وحيداً"، معتبرين أنه على الإيرانيين أن يدركوا أهمية أنهم يعيشون بأمان، فكتب البعض في التعليقات على الفيديو "ماذا كان سيفعل أولئك لو كان ما حصل حقيقياً، الأولى أن يدركوا معنى ما فعلته إيران في الحرب على الإرهاب"، وآخرون اعتبروا أنه "لا داعي للمبالغة فكان من الواضح أنها مزحة"، لكنها وجهة نظر لم يتفق معها بعض من لم يحضروا الفيلم أو ممن لا يؤيدون هذا السلوك.