في إطار ما أسمته "مرحلة التقييم"، وجّهت الدارة العام الماضي دعوة إلى فنانين عرب من مختلف التخصّصات باعتبارهم "شهوداً فاعلين للتوقّف لبرهة والتأمل لإعادة اختراع عالمنا (دارة الفنون) وسرد قصتهم"، تحت شعار "الحقيقة سوداء، فاكتب عليها بضوء السراب"؛ مقولة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في قصيدته "إلى شاعر شاب".
اقترحت الدعوة على الفنانين "تقديم طلباتهم وأفكارهم التي يريدون تطويرها، والإجابة على هذه التساؤلات بما يتعلّق بالفن والقضايا الاجتماعيّة والسياسيّة والبيئة، أو ببساطة ما تلهمكم دارة الفنون به"، وفق بيان الدارة، التي ستعلن في الأيام المقبلة عن عناوين المعارض وأسماء 30 فناناً مشاركاً فيها تمّ اختيارهم ضمن الترشيحات المقّدمة.
وأضاف البيان "انهار العالم كما نعرفه ابتداءً من بداية القرن الجديد، وجلبت الحروب اضطراباتٍ سياسيّة واجتماعيّة - ثقافيّة، وتهجير الشعوب من مواطنهم، وأزمات هويّاتيّة، وكوارث بيئيّة، وسرّع عصر الإنترنت ومواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي من العولمة. بينما بقيت قضايانا منسيّة من دون حل".
تستعيد الاحتفالية تأسيس الدارة التي انطلقت منذ عام 1988، كجزء من نشاطات "مؤسسة عبد الحميد شومان" قبل أن تستقلّ عنها عام 2002 وتعمل تحت مظلّة "مؤسسة خالد شومان"، وهي تقع في حي جبل اللويبدة العمّاني، ويضمّ مقرها ستّة مبانٍ تاريخيّة وموقع أثري في الحديقة تم ترميمها جميعاً.
خلال ثلاثة عقود، احتضنت الدارة معارض للعديد من الفنانين العرب؛ من بينهم: شاكر حسن آل سعيد، ومروان قصّاب باشي، وإيتيل عدنان، ورافع الناصري، وفريد بلكاهية، وفخر النساء زيد، ومنى حاطوم، وإسماعيل فتّاح، ورشيد قريشي، ومهنا الدرة، وآمال قناوي، إلى جانب إقامة عروض الأفلام والمسرحيّات والقراءات الشعريّة والحفلات الموسيقيّة، وبرنامجاً للإقامات الفنيّة التبادليّة و"المختبر" للمشاريع الفنيّة التجريبيّة، وتأسيس "زمالة للدراسات الأكاديميّة حول الفن العربي".