"وضاع دم حذف اسم الدكتور محمد البرادعي من التعليم بين الوزراء"، فبعد أن ثارت مواقع التواصل لحذف اسم البرادعي من أسماء الحاصلين على جائزة نوبل، في كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي. وبعد إضافة أسماء محمود بدر وتوفيق عكاشة قبل الغضب عليه، جاء الدور على تحريف للتاريخ بحذف اسم البرادعي، في واقعة تاريخية لا تقبل الجدل السياسي، وهي حصوله على جائزة نوبل أثناء رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
رد فعل وزارة التعليم، جاء متضاربا ومتخبطا أكثر من الواقعة نفسها، فالمتحدث باسم وزارة التربية والتعليم بشير حسن، وصاحب موقعة "والنبي تشيلها للإخوان"، برر الحذف في البداية بقوله "علشان مصر زعلانة منه!". وبعد الهجوم على هذا التبرير، انتهجت الوزارة استراتيجية جديدة، وهي "شيّلها للوزير السابق".
وفي اتصال هاتفي مع برنامج "90 دقيقة"، الذي كان يرأس تحريره على فضائية "المحور" قال حسن: "نعم.. تم حذف الصورة، ولكن تم حذفها العام الماضي في عهد الوزير محب الرافعي استجابة لأولياء الأمور والطلبة بعيدًا عن المواقف السياسية".
ثم ناقض الوزير نفسه في المداخلة ذاتها، حيث ادعى أنّ "الموضوع كان عن نجيب محفوظ، وصورة البرادعي كانت للتدريب فقط. واكتشفت الوزارة أن البرادعي فوق وعي الطلبة في هذه المرحلة، وهذا بالطبع بعد اتصالات أولياء الأمور الغاضبين من تدريس البرادعي لأبنائهم".
وجاء الرد سريعا من وزير التعليم السابق الدكتور محب الرافعي، الذي نفى في بيان صحافي مسؤوليته عن الواقعة، وشن هجوماً لاذعاً على الوزير الحالي لإقحامه في الواقعة، وقال في تصريحات صحافية "مش كل حاجة يقولوا الوزير السابق، ولو فيه غلطة واحدة في مناهج الفصل الأول فأنا المسؤول عنها، أما الفصل الثاني فتخص الوزير الحالي".
وأضاف: "الوزير الحالي هو المسؤول عن عدم تشكيل لجان لمراجعة كتب الفصل الدراسي الثاني، ولا يعني أنه ارتكب خطأ جسيمًا أن يحمل غيره المسؤولية، لأنه كان لا بد من أن يتم تشكيل لجان لمراجعة كتب الفصل الدراسي الثاني من الوزير الحالي، الذي تولى المسؤولية في منتصف سبتمبر/أيلول".
وفي الوقت الذي توسل فيه عمرو أديب على قناة "أوربيت" لرئيس الوزراء وطالبه بإقالة الوزير وتعيين وزير تعليم جيد، لعب خالد صلاح رئيس تحرير "اليوم السابع" على الحبل في هذه القضية، حيث وصف الأمر في برنامجه "على هوى مصر"، الذي يذاع على فضائية "النهار" بـ"النفاق المبالغ فيه"، ولكنه لم ينس دوره في هذا النفاق حين قال إنه لا يرى "في البرادعي أي قيمة سياسية".
وكانت مواقع التواصل قد تفاعلت بشدة مع الموضوع، فنشرت الإعلامية ليليان داود تغريدة على حسابها الشخصي قالت فيها: "لا ينتقص من مقام عالم حذف اسمه من كراسة وورق، بل يعيبك أن يذكر التاريخ جهلك". وقام البرادعي بإعادة نشرها على حسابه الشخصي، ما زاد التفاعل مع الموضوع على منصات التواصل.
Twitter Post
|
وعلق، البرلماني السابق، مصطفى النجار "حذف اسم وصورة البرادعي من الفائزين بجائزة نوبل من منهج الابتدائي... المجد للجهلاء وساقطي الإملاء"، في تلميح لأخطاء الوزير الإملائية، أما الصحافي محمد عبدالرحمن فسخر من ردود أفعال الوزارة بقوله "التعليم: حذفنا حصول البرادعي على جائزة نوبل بعد ثبوت تعاطيه للمنشطات".
وسخر الإعلامي عمرو عبدالحميد في تغريدة قال فيها "وزارة التعليم: حذف اسم البرادعي تم في عهد وزير التعليم السابق الرافعي. الرافعي: لم يحدث! يا جماعة ليه نتعب نفسنا؟ نقول الطرف التالت وخلاص".
ولم يترك الروائي علاء الأسواني الواقعة من دون تعليق فقال "اختلفنا مع البرادعي كثيرا لكن لا نختلف أبدًا على صدقه وأمانته وحبه لبلاده وكونه قامة محترمة في العالم. حذف اسمه من المنهج مجرد نفاق رخيص بائس".
Twitter Post
|
ومن أطرف التعليقات، ما جاء في حساب ساخر منسوب لجمال مبارك: "الحق يا ريس الدولار بقى بـ10 جنيه والأسعار بتزيد وداعش قتلت 15 في سينا نعمل إيه؟ احذف صورة البرادعي بتاعت نوبل من المناهج".
اقرأ أيضاً: لغة الإشارة تفضح صراع الأذرع والأجهزة المصرية