بهدف إقامة مشاريع إنتاجيّة، أسّست مجموعة من الشباب الفلسطينيّين "جمعيّة خطوة" في منطقة جبل الحليب التي تقع عند مرتفعات مخيّم عين الحلوة في جنوب لبنان.
محمد مشيرفة (28 عاماً) من هؤلاء. يقول إنهم اختاروا هذا الاسم لأن "أي عمل يبدأ بخطوة. والصعوبة تكون دائماً في الخطوة الأولى". ويوضح أن "البداية كانت في عام 2013، وكنا ستة أشخاص من خريجي الجامعات والطلاب والعمال نعقد الاجتماعات في منازلنا. ما كان يجمعنا هو موضوع حق العمل للفلسطينيّين في لبنان". يضيف أنهم حضروا مؤتمراً تحت عنوان "الريادة الاجتماعيّة"، ومن خلاله "عرفنا أنه بإمكاننا البدء في العمل الشعبي من دون غطاء سياسي. وهكذا بدأنا بمشاريع إنتاجيّة ذات طابع ربحي، لتستفيد منها أكبر شريحة من اللاجئين الفلسطينيّين في المخيّم. كان هدفنا إقامة مشاريع إبداعيّة غير تقليديّة ولا تحتاج إلى رأس مال".
مشروعهم الأول كان "تقشير الثوم". فقد اشتروا كميات من الثوم وسلموها إلى نساء فلسطينيات ليقشّرنها في بيوتهنّ. بعدما، عملوا على تسويق الثوم المقشور. ويلفت مشيرفة إلى أن "المرأة الفلسطينيّة في حاجة إلى مورد دخل. ولأن العادات والتقاليد أو التزامات النساء العائلية تمنعهنّ من الخروج إلى العمل، كان هذا المشروع البيتي".
وتعمل الجمعيّة على ثلاثة محاور: النساء والشباب والأطفال. يشرح مشيرفة: "أردنا أن تكسر المرأة الفلسطينيّة قيودها، بالإضافة إلى بناء صرح للشباب يستطيعون فيه التعبير عن آرائهم بكل صراحة. كذلك نتبنى دعم الأطفال وحقوق الطفل من خلال نشاطات خاصة في داخل المخيّم وخارجه".
اليوم، تتعاون الجمعيّة مع الفصائل الفلسطينيّة والقوى الوطنيّة والإسلاميّة وجمعيات المجتمع المدني تحت عنوان "أنتم ومخيمنا بأمان". يقول مشيرفة: "نحن في حاجة إلى تغيير الصورة النمطيّة عن المخيمات. عندما تمرّ زفة عريس في أحد شوارعها، يمكن تسجيل فرحة الناس. هم في حاجة إلى الفرح، هم في حاجة إلى ما يجعلهم يفرحون". كذلك هم يعملون على إطلاق حملة "ما تحاسبني عالماضي"، بحسب ما يقول. يضيف: "إذا كان جدي أو والدي قد أخطأ بحق أحد ما، لماذا أتحمل أنا هذا الخطأ؟". إلى ذلك، يُنظّم قريباً نشاط لبناني فلسطيني في مخيّم عين الحلوة، يتضمّن فعاليات فنيّة وثقافيّة وتجاريّة وترفيهيّة.
تجدر الإشارة إلى أن الجمعيّة تضمّ اليوم 14 شخصاً، معظمهم من الشابات. وهي تشارك في ورش عمل ومؤتمرات، "ونحاول العمل على بناء قدرات وسلوك وفكر، ونسعى إلى أن يكون هذا المكان منبراً للشباب يستطيعون من خلاله قول ما يريدون".