أثار الحارس العملاق جيانلويجي بوفون، قائد يوفنتوس، جدلا كبيرا بعد الإهانات التي وجهها للحكم الانكليزي مايكل أوليفر، الذي أدار مباراة ريال مدريد، وظهرت حملات في إيطاليا تدعو الحارس للاعتذار وتجميل صورته في موسمه الأخير ربما مع "السيدة العجوز"، بينما تعالت أصوات أخرى تطالبه بعدم الاعتذار، ومنها صديق سابق، بمثابة "الخائن" الآن في نظر جماهير يوفنتوس.
وكان الحكم طرد بوفون لاعتراضه بعنف على احتساب ركلة جزاء للريال في الوقت القاتل خلال مباراة إياب دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا، وسجل كريستيانو رونالدو لتصبح النتيجة (3 – 1) لمصلحة يوفنتوس، وهي نتيجة منحت الريال بطاقة التأهل للمربع الذهبي.
وبعد الخروج، تحدث بوفون بلهجة عدائية، وقال إن الحكم "لا يملك قلبا وإنما بداخله صفيحة قمامة"، وأضاف أن الحكم لم يملك شخصية قوية لإدارة مباراة بهذا الحجم، وكان الأولى "أن يجلس مع زوجته في المنزل ويتناول الفشار والمشروبات الغازية".
ورغم المطالبات بالاعتذار لعدم تلطيخ سمعة الكرة الإيطالية، وقف ليوناردو بونوتشي مدافع ميلان الحالي، في صف زميله السابق، الذي وصفه بأنه أفضل حارس في العالم وفي تاريخ إيطاليا، وقال إنه كان سيتلفظ على الأرجح بالكلمات نفسها لو كان في مكان بوفون في مدريد.
وكان بونوتشي رمزاً لفريق يوفنتوس لسنوات طويلة قبل أن يقرر الصيف الماضي الانتقال للغريم ميلان ليتعرض لهجوم شرس من جماهير البيانكونيري وتم وصفه "بالخائن"، لكن موقفه الداعم لبوفون ربما منحه بعض التعاطف والاحترام من جماهير يوفنتوس.
وقال بونوتشي "لو كنت مكان بوفون في مدريد، كنت سأفعل مثله وربما أكثر. ربما لا يمكنني التحكم في غريزتي وانفعالاتي بعد المباراة. أحمد الله أنني لم أكن موجوداً في هذه المباراة بعد احتساب ركلة الجزاء. هذا ما فكرت فيه عند مشاهدة اللقطة ولا أدري كيف كنت سأتصرف".
وظهرت حملة في صحيفة "لاغازيتا ديللو سبورت" الإيطالية تُطالب بوفون بالاعتذار لأنه قدوة للصغار قبل الكبار ولأن الحكم ربما ارتكب خطأ رياضيا فقط، لكن لا يصح وصفه بهذه الكلمات القاسية، لأنه على حد قولها "لم يقتل أطفال سورية".
(العربي الجديد)