وقال أبو مرزوق، وفقاً لموقع حركة "حماس" على شبكة الإنترنت، إن "هنية ما زال قائداً للحركة في قطاع غزة، وهو ليس في جولة خارجية، إنما في زيارة قصيرة يلتقي خلالها بإخوانه في المكتب السياسي ثم يعود لقطاع غزة".
وأضاف أن "هنية لم يخرج من بيته الكائن في مخيم الشاطئ طيلة المدة الماضية حتى يخرج من قطاع غزة"، مؤكداً أن "مسألة خروجه من غزة ليست مطروحة".
ونفى أن تكون زيارته الحالية إلى الدوحة لـ"أي غرض أشيع في وسائل الإعلام" .
وفي موازاة تصريحات أبو مرزوق، أصدرت الحركة بياناً أكدت فيه أن زيارة هنية، والذي جرى تداول اسمه كرئيس مستقبلي للمكتب السياسي لحركة حماس، بديلاً عن الرئيس الحالي خالد مشعل الذي تنتهي مدة رئاسته نهاية العام الجاري "تهدف إلى عقد لقاءات مع إخوانه في قيادة الحركة هناك وسيعود إلى غزة بعد الانتهاء من زيارته"، مع إغفال الإشارة لأية لقاءات مع المسؤولين في قطر.
والمفاجأة الوحيدة التي حملتها بيانات "حماس" المتعاقبة، أن لا جولة خارجية، إقليمية، لنائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وأنه سيعود إلى قطاع غزة سريعاً، ما يعد مؤشراً على الحصار السياسي الذي تعانيه الحركة، في ظل التطورات المتسارعة وحالة الفوضى التي تعيشها المنطقة.
والملفت أن حركة "حماس" اختارت، عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، الرد مرة واحدة على جميع المعلومات التي جرى تداولها، حول زيارة هنية، القادم من الحج إلى قطر، وحول الانتخابات الداخلية، وما نشر حول وثيقة سياسية يجري إعدادها من قبل قيادات الحركة تتضمن مراجعات لها.
ووفقاً لأبو مرزوق فإن "ملف الانتخابات الداخلية لحركة حماس من المبكر جداً الحديث عنه، خاصة أن بضعة أشهر تفصل عن هذا الاستحقاق الذي سيجرى بداية العام المقبل".
وفضل عدد من قيادي الحركة من المقيمين في الدوحة عدم الرد على أسئلة "العربي الجديد"، حول برنامج زيارة هنية إلى قطر، وإن كانت تشمل لقاءات مع المسؤولين القطريين، مكتفين ببيان الحركة والتأكيد على أن هدف الزيارة، كما قال الناطق الرسمي باسم الحركة حسام بدران لـ"العربي الجديد"، هو "لقاء قيادات حركة حماس المقيمين في الدوحة".
وتعد هذه الزيارة الرابعة لهنية إلى قطر، إذ سبق له أن زار الدوحة في شهر نوفمبر/تشرين ثاني 2006 خلال توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية، في إطار جولة عربية وإسلامية.
كذلك زارها في فبراير/شباط 2012، بعد الانقسام الفلسطيني، استكمالاً لجولة قام بها أوائل شهر يناير/كانون الثاني وشملت بالإضافة إلى مصر، إيران وتونس وتركيا والسودان.
وكانت آخر زيارة قام بها هنية إلى الدوحة قبل أسابيع قليلة من حصول الانقلاب العسكري في مصر، تحديداً، في شهر أبريل/نيسان 2013، للبحث في إعادة إعمار قطاع غزة والمشاريع التي تكفلت قطر بتنفيذها، ضمن المنحة القطرية لإعمار القطاع والبالغة 407 ملايين دولار، وملف المصالحة الفلسطينية بعد المقترح القطري، حينها، بعقد قمة مصغرة في القاهرة لدفع المصالحة بين حركتي فتح وحماس برئاسة مصر، جرى إحباطه لاحقاً.
وشارك هنية آنذاك في أول اجتماع للمكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة بعد تشكيله وتوليه منصب نائب رئيس المكتب السياسي، فيما حد إغلاق معبر رفح، على الحدود بين قطاع غزة ومصر، بعد الانقلاب العسكري في مصر، من قدرة قادة حماس على مغادرة قطاع غزة إلى العالم الخارجي.