لكن يبدو أن الجيش المصري يضخم إلى حدّ كبير، الخسائر التي كبدها للتنظيم، بحسب ما تكشف مصادر "العربي الجديد"، ومن شأن ذلك أن يضرّ الحملة العسكرية أساساً.
اقرأ أيضاً: مخابئ تنظيم "ولاية سيناء"
ونفذ الجيش حملة "حق الشهيد"، في محاولةٍ للقضاء على التنظيم المسلح، وتراجعت العمليات الكبرى للتنظيم، في مقابل نقل مسرح العمليات إلى مدينة العريش.
لكن شيخاً قبلياً يكشف لـ"العربي الجديد" عن حقيقة حجم الخسائر التي لحقت بالتنظيم المسلح، ويقول إن العناصر التي قُتلت في صفوف التنظيم المسلح لا تتجاوز 30 مسلحاً بأي حال من الأحوال، وفقاً لمشاهدات ومعلومات وصلت إليه. ويلفت إلى أن قيادات التنظيم لم يتعرضوا لأذى أو حتى قيادات الصف الثاني والثالث. ويشدد على أن التنظيم بدأ ينفذ عمليات خارج سيناء.
وحول دخول عناصر أجنبية إلى سيناء، رغم التضييقات التي يفرضها الجيش على مداخل ومخارج المحافظة، يشير الشيخ القبلي، إلى أن سيناء صحراء مفتوحة وفيها العديد من الجبال والطرق غير المعروفة للجيش، وهي تستخدم في عمليات التهريب. ويقول إنه "من الصعب فرض الحظر على سيناء تماماً، خصوصاً أن حدودها مترامية وكبيرة، وهناك طرق لا يعرفها إلا المهربون، ويسهل دخول العناصر الجديدة منها، فضلاً عن الأسلحة".
وعن أعداد القتلى من المسلحين الذين أعلن عنهم الجيش، يوضح المصدر نفسه، أن هناك العشرات يقتلون سواء بقصف جوي أو تصفية جسدية، وغالبيتهم من المدنيين ليس لهم علاقة بالصراع القائم في سيناء. كما يلفت إلى أن عمليات التنظيم تراجعت، لكنها لم تتوقف.
على المستوى الميداني، اعتمد التنظيم استراتيجية جديدة، بحيث نقل مسرح العمليات إلى العريش، من خلال استهداف الآليات العسكرية بالعبوات الناسفة، فضلاً عن التصدّي لبعض حملات الجيش البرية.
ويقول الخبير العسكري، اللواء طلعت مسلم، إن التنظيم بدأ عمليات واسعة داخل العريش، وهي تعتبر مركز العمليات ضد التنظيم، وهي نقلة نوعية.
ويضيف مسلم لـ"العربي الجديد"، أن عمليات التنظيم محدودة ولكنها مؤثرة، على اعتبار أنها في العريش، فضلاً عن عدم تكبد التنظيم خسائر خلال المواجهات، فهو يعتمد على زرع عبوات ناسفة والاختفاء.
ويشير إلى أن هذه العمليات تؤكد وجود عناصر تابعة للتنظيم في العريش، وهو أمر خطير يجب التنبه له، والتعامل معه بشكل سريع، وإلا تتحول العريش مثل الشيخ زويد وسيناء.
وبحسب الخبير نفسه، فإن عدداً كبيراً من العناصر المسلّحة قُتلوا ولجأوا إلى عمليات محدودة ليست كبيرة، وهو ما يبشر بقرب الانتهاء من الإرهاب في سيناء تماماً خلال فترة وجيزة، وإن كانت الحروب ضدّ الإرهاب تستمر سنوات طويلة.
وفي الإطار، يقول باحث في الحركات الإسلامية، إن "ولاية سيناء" يتخوّف بشكل كبير من سلاح الطيران الجوي المصري، وبالتالي لا يظهر في عمليات كبيرة بأعداد كبيرة يسهل استهدافها.
ويضيف الباحث لـ"العربي الجديد"، أنّ التنظيم لجأ إلى محاولة زيادة قدراته القتالية وتحديداً في مجال الدفاع الجوي، إذ أدخل منظومة صواريخ مضادة للطائرات من نوع "إيغلا" وهي روسية الصنع، موجهة حرارياً.
ويشير إلى أن التنظيم كان يتعامل بحرية ميدانياً في أوقات سابقة، ولكن مع دخول الطائرات المقاتلة "أف 16"، بات من الصعوبة التحرك بحرية.
وعن استقدام التنظيم عناصر جديدة، يؤكد أن مسألة إدخال مقاتلين جدد إلى سيناء تابعين لـ"الدولة الإسلامية" (داعش)، أمر ليس صعباً، والتنظيم أعلن أكثر من مرة بصورة غير مباشرة انضمام عناصر جديدة له، ولكن الأصعب هو مسألة "التزكية".
وبحسب الباحث، يشترط للانضمام لـ"ولاية سيناء" كما هو الحال في باقي الجماعات الجهادية، حصول العنصر الجديد على تزكية من شخصيات لديها ثقة كبيرة لدى التنظيم المسلح، خوفا من مسألة الاختراق.
اقرأ أيضاً: عام على تهجير السيناويين من رفح المصرية