وبحسب رئيس تحرير "ديلي حرييت" الناطقة بالإنكليزية، مراد يتكين، فقد كان لكل من رجل الأعمال التركي، جاويد جاغلار، ورئيس هيئة أركان الجيش، الجنرال خلوصي أكار، والمتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ابراهيم كالن، دور محوري في الوصول إلى الاتفاق.
وبحسب الصحيفة، ونقلاً عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، فقد أكد الجنرال أكار، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إمكانية وجود قناة لإصلاح العلاقات مع موسكو، مشيراً إلى الدور الذي قد يستطيع أن يلعبه جاويد جاغلار، رجل الأعمال التركي وأحد المستثمرين في قطاع النسيج، والذي يمتلك علاقات عمل وصداقة قوية مع رئيس جمهورية داغستان الروسية رمضان عبد اللطيبوف، منذ أن كان جاغلار وزير دولة في التسعينات في حكومة رئيس الوزراء السابق سليمان دميريل، وبدوره يمتلك عبد اللطيبوف تواصلاً مباشراً مع بوتين عبر كبير مستشاريه يوري أوشاكوف.
وأكد الجنرال أكار لأردوغان بأن جاغلار لطالما كان مفيداً للدولة التركية، وبأنه كان القناة بين أنقرة وحيدر علييف الرئيس الأذربيجاني السابق عندما كان في إقليم ناخجيفان وبعد انتقاله للعاصمة باكو في منتصف التسعينات، وبأن جاغلار هو الذي قدم طائرته الخاصة للمخابرات التركية خلال العملية المشتركة التي قامت بها المخابرات بالتعاون مع نظيرتها الأميركية لإلقاء القبض على عبد الله أوجلان زعيم العمال الكردستاني في كينيا عام 1999.
وبعد اللقاء الذي جمع كلاً من جاغلار وأكار وأردوغان، في 30 إبريل/ نيسان الماضي، في مدينة إسطنبول، وافق أردوغان على البدء بمحاولة إصلاح العلاقات، وكلف المتحدث باسم الرئاسة بالإشراف على الأمر.
وكتب كالن، نص رسالة الاعتذار التي أخذت طريقها عبر كل من جاغلار وعبد اللطيبوف إلى أوشاكوف مستشار بوتين، حيث تم إجراء عدة تعديلات عليها، حتى اتصل السفير الكازاخي في أنقرة زانسيت تويمباييف بكالن، في 22 يونيو/حزيران، مبلغاً الأخير بأن الرئيس الأذربيجاني نزار باييف التقى الرئيس الروسي بوتين في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية.
وعبر بوتين خلال اللقاء عن جهوزيته لقبول رسالة أردوغان، لكن الأخير كان يريد إعادة تطبيع العلاقات، وليس إرسال رسالة تتضمن الاعتذار أو منح التعويضات لمن اخترق المجال الجوي التركي.
وعاد السفير الكازاخي، في اليوم التالي، واتصل بمستشار الرئاسة التركية مرة أخرى، مبلغاً إياه بأن الرئيس الكازاخي سيلتقي الرئيس الروسي في العاصمة الأوزبكية طاشقند، يوم غد، قبل انتهاء قمة مجموعة شنغهاي الاقتصادية، مفضلاً أن تكون الرسالة جاهزة قبل اللقاء، لأنه "بقليل من التعديلات عليها من الممكن أن تنتهي الأزمة"، ليبلغ كالن أردوغان بالأمر، والذي عقد بدوره، مباشرة لقاءً مع الجنرال خلوصي أكار في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة.
في غضون ذلك، عاد كالن وعمل على نسخة جديدة للرسالة برفقة عدد من المترجمين عن الروسية ودبلوماسيين من السفارة الكازاخية في أنقرة، حيث تمكنوا من الوصول إلى كلمة "إزفينيتا"، والتي تعد كلمة أقوى من الأسف ولكنها لا تعني الاعتذار.
وقّع أردوغان الرسالة، ليستقل كل من كالن وجاغلار الطائرة متجهين إلى العاصمة الأوزبكية طاشقند، حيث كان الرئيس الكازاخي بانتظارهم، وقرأ الرسالة بنسختها الروسية، معلقاً عليها بالقول:"إنها جيدة"، ليعلم الأتراك في وقت لاحق بأن بوتين والهيئة المرافقة له كانا في الغرفة المجاورة، فوافق بوتين على الرسالة بعد الاطلاع عليها.