"حرييت": أكثر من ألف مقاتل تركي في صفوف "داعش"

03 اغسطس 2014
مؤشرات كثيرة على ارتفاع التطرّف داخل تركيا(توسيف مصطفى/Getty)
+ الخط -
بعدما تمكّن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من التمدّد غرباً وشرقاً، في سورية والعراق، بات التنظيم على تخوم الشمال؛ في تركيا، إذ تجاوز عدد المقاتلين الأتراك في صفوفه الألف مقاتل بقليل، بحسب صحيفة "حرييت" التركية.

وأكد أحد المسؤولين الأتراك، الذي رفض ذكر اسمه، للصحيفة، بأنه لا يمكن إحصاء عدد المقاتلين الأتراك في صفوف "داعش" بدقة، لكن، مقارنةً بالعدد المقدّر لمقاتلي التنظيم، والذي يراوح بين 12 ألفاً و15 ألفاً، فإن عدد المقاتلين الأتراك لا يتجاوز العشرة بالمئة، لكن رقماً كهذا يطرح الكثير من الأسئلة حول مَن يقوم بتجنيد الشباب التركي، للانضمام إلى الجماعات الجهادية المتطرفة.

وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من الضجة التي أشعلها مقطع فيديو مسرّب إلى الإعلام التركي، يظهر فيه المئات من الرجال الملتحين، والذين يرتدون الزي الأفغاني، بينما يقيمون صلاة عيد الفطر في إحدى ضواحي إسطنبول، حيث دعا إمامهم، بلغة تركية طليقة، في خطبة عيد الفطر، بالنصر لمَن أطلق عليهم "إخوتنا المجاهدين" في العراق والشام، حاثّاً إيّاهم على الالتحاق بهم.

وفي الداخل التركي، حصلت الكثير من الحوادث التي تشير إلى ازدياد التطرف داخل المجتمع، منها مهاجمة مجموعات سنية متطرفة لحسينيات شيعية تابعة للمذهب الجعفري، ووضع إشارات حمراء على بعض منازل العلويين في أحد أحياء إسطنبول، مطلع العام الحالي.

وبينما يحقّق تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية انتصارات جديدة، يزداد التضامن والتعاطف معه، إذ أوقفت إحدى الجمعيات الإغاثية الدينية في إسطنبول نشاطاتها، نهاية الأسبوع الماضي، بعد تقارير إعلامية أثارت ضجة كبيرة إثر استخدام هذه الجمعية شعار تنظيم "الدولة الإسلامية". وبرر مسؤول في الجمعية بأن الختم المعتمد لديها لا علاقة له بـ"داعش"، بل هو ختم رسول الإسلام محمد.

وبحسب محلّلين، فإن ما يقوّي هذه الحركات الجهادية في تركيا، هو مشاعر الحقد والغضب التي تحفّزها الصور الآتية من سورية، بما تحمل من عنف النظام ضد "المناطق السنية"، والأخبار الواردة عن تصرفات الحكومة العراقية ضد العرب السنّة، وأخيراً العدوان الوحشي الذي تقوم به إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة والصمت العالمي المرافق له، إذ بدا ذلك واضحاً في التظاهرات التي حصلت في كل من أنقرة وإسطنبول، أمام البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية، والتي سرعان ما تحولت إلى تظاهرات عنيفة خرجت عن سيطرة رجال الأمن وقوات مكافحة الشغب.

في المقابل، لا يزال الإعلام التركي غائباً نسبياً عن مناقشة وانتقاد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفي مقدمة أسباب ذلك، الخوف على حياة 49 مواطناً تركياً يحتجزهم التنظيم، من بينهم دبلوماسيو القنصلية التركية في الموصل، إثر اقتحام مقاتلي "داعش" لمبنى القنصلية، بداية يونيو/ حزيران الماضي، الأمر الذي يتوقع أن يتغيّر بعد تحرير هؤلاء المحتجزين قريباً، بحسب تصريحات وزير الدفاع التركي، عصمت يلماز، يوم السبت، في مدينة سيواس التركية، إذ أكد بأنه يتوقع عودة المحتجزين الأحد أو الاثنين، مطالباً "عائلات المختطفين بالمزيد من الصبر. فوزارة الدفاع، بالتعاون مع الاستخبارات التركية، تبذل أقصى ما بوسعها لتحرر المختطفين بأسرع وقت"، على حد تعبيره.

وكانت الحكومة التركية قد تعرضت لانتقادات شديدة، داخلية وخارجية، حول عدم إحكام سيطرتها على حدودها مع سورية، وتدفّق الجهاديين والسلاح عبر أراضيها، كما اتهمت المعارضة التركية، بأحزابها الرئيسية الثلاثة، حكومة حزب "العدالة والتنمية" بدعم الجماعات الجهادية، وتسهيل مرورها وتسليحها، لتنفي الحكومة التركية هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً، وتؤكد على صعوبة السيطرة والتحكّم بالحدود التركية ـ السورية، التي يبلغ طولها 900 كلم، رافعة من تعداد جنود وآليات الجيش التركي لمنع أي تسلّل عبرالحدود، وملقية اللوم على الدول الغربية التي لا تتشارك مع تركيا المعلومات الاستخباراتية حول الجماعات الجهادية. 

الجدير بالذكر أن تنظيم "داعش" كان قد تبنى، في شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، التفجيرات التي وقعت في بلدة الريحانية، بولاية هاتاي التركية، ومعبر باب الهوى الحدودي، والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين شخصاً، كما هدد بشن سلسلة من العمليات الانتحارية تستهدف كلاً من أنقرة وإسطنبول، إذا لم تقم الحكومة بفتح معبري باب الهوى وباب السلامة، إثر إغلاقهما بعد سيطرة التنظيم، حينها، على مدينة إعزاز التابعة لمحافظة حلب. 

المساهمون