في الوقت الذي تتراجع فيه فكرة استقلال الجامعات، بعد اغلاق الأمن جامعة الازهر والمدن الجامعية واقتحامه الحرم الجامعي في اكثر من جامعة مصرية، ورغم صدور حكم قضائي غريب بعودة الأمن الى الجامعات المصرية، أعلنت "حركة 9 مارس" لاستقلال الجامعة عن احتفالها الأحد القادم بيوم الاستقلال، الذي يتواكب مع مرور 11 عاما على تأسيس الحركة. وتنظم الحركة ندوة على جلستين تناقش فيهما موضوعي" قانون جديد لجامعات مصر"، و "قضايا العدالة الاجتماعية في التعليم الجامعي".
الحركة، التي انقسم أعضاؤها وانخفض صوت معارضتها في الفترة الأخيرة ضد التدخلات الأمنية والتنفيذية في شؤون الجامعة، تحيي كل عام ذكرى 9 مارس/آذار، وهو اليوم الذي تقدم فيه أحمد لطفي السيد، مدير "الجامعة المصرية" عام 1932 باستقالته من المنصب، احتجاجا على قرار وزير التعليم بنقل طه حسين من الجامعة، من دون الحصول على موافقته أو مشاورة الجامعة، واعتبر ذلك تدخلا في الجامعة يؤثر على استقلالها.
وتصدت الحركة، منذ نشأتها في عام 2003، لنظام حسني مبارك المخلوع، واعترضت على بيع مقر جامعة الإسكندرية التاريخي، ومحاولات الاستيلاء على المستشفى الخاص بها لضمه إلى مكتبة الاسكندرية، إرضاء لزوجة المخلوع سوزان مبارك، ووقفت ضد مشروع قانون لخصخصة التعليم الجامعي والقضاء على مجانية التعليم، وحاربت من أجل طرد مكاتب حرس وزارة الداخلية من داخل الجامعات حتى حصلت على حكم تاريخي بذلك في نهاية عام 2010.
تراجع دور الحركة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد ثورة يناير/كانون الثاني لأسباب عديدة، منها انشغال بعض قيادات الحركة بالعمل السياسي، ومن بينهم الدكتور محمد أبو الغار، الأب الروحي للحركة، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والدكتور عبد الجليل مصطفى، والدكتور أحمد دراج، أعضاء جبهة الإنقاذ، بخلاف ظهور تيارات مهنية أخرى تطالب باستقلال الجامعة، وانسحب البعض منها خوفا من سيطرة تيار معين على نشاط الحركة الأكاديمي.
أحد أعضاء الحركة وأستاذ في كلية الهندسة في جامعة القاهرة، الدكتور أحمد الأهواني، اعترف بأن الحركة تحتاج إلى إعادة تأسيس، وأرجع ضعف صوت المعارضة إلى نجاح الحكومة في كسب أعضاء هيئة التدريس إليها بعد زيادة رواتبهم بعد الثورة، وقال إن الحركة ليس لديها مانع في دخول الشرطة إلى الجامعة للضرورة وتأمين الامتحانات ، وبرر عدم إصدار أيّ بيان لرفض انتهاكات الشرطة ضد طلاب وأساتذة جامعة الأزهر، قائلا "هذه الجامعة دينية لها طابع خاص لا نتدخل فيه".