وكشفت الاستعدادات الأخيرة لعقد القمة العربية المقبلة، مساعي من عدة دول لإعادة سورية إلى جامعة الدول العربية، إذ أخذت حملة التطبيع مع النظام السوري تتسع مع تراجع عدد الرافضين لمشاركة رئيسه في القمة المقبلة.
وأكدت درة إسماعيل، الأمينة العامة للحزب، رفضها زيارة رئيس النظام السوري، مشددة في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن "حراك تونس الإرادة" يرفض التعامل "مع نظام استبدادي قتل شعبه وارتكب انتهاكات في حق أبرياء، ومارس جرائم في حق مدنيين ومعارضيه".
ويعدّ حزب "الحراك"، أول الأحزاب التونسية التي تصدح برفضها زيارة الأسد لتونس تحت لافتة القمة العربية، فيما غيرت بعض الأحزاب التونسية مواقفها تجاه هذه المسألة، بينما التزمت أخرى الصمت والتحفظ بعدما أيدت سابقاً قرار المرزوقي طرد السفير السوري من تونس، وقطع العلاقات منذ بداية الثورة السورية.
وكتب الوزير السابق والنائب عن حزب "حراك تونس الإرادة" عماد الدايمي: "عذراً سورية، لا أهلاً ولا سهلاً بقاتل شعبه.."، منتقداً بشدة حركة "النهضة" وتبريراتها لتغيير موقفها من النظام السوري.
وكانت "النهضة" دعت إلى مصالحة شاملة في سورية، والعودة إلى طاولة الحوار وإنهاء حالة التحارب.
وكتب الدايمي في هذا الصدد: "الإشارات المباشرة أو المبطنة من قياديين في حركة النهضة، التي هي جزء من التحالف الحاكم، بالترحيب بالديكتاتور السوري قاتل شعبه في تونس، هي خيانة للثورة التونسية وقيمها ومبادئها، قبل أن تكون خيانة للشعب السوري الشهيد المشتت بالملايين بين سجون الطاغية ومخيمات اللاجئين والمنافي في مختلف أرجاء البسيطة.. الذي فقد مئات آلاف الأرواح البريئة ببراميل مليشيات الأسد "أو نحرق البلد" المتفجرة، وبجرائم المليشيات الإرهابية المتطرفة وطائرات ودبابات المحتلين الروس والإيرانيين والغربيين".
وتؤدي تونس دوراً في إعادة الحياة الدبلوماسية مع النظام السوري، من خلال ترحيبها بعودة سورية من خلال القمة، فاتحة أمامها نافذة الأمل، من خلال حشد مواقف الأعضاء المؤيدين لذلك.
وقال لزهر القروي الشابي، الوزير الممثل الخاص للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، إن تونس "ستكون مسرورة جداً" إذا قررت الجامعة العربية رفع تعليق عضوية سورية.
وجاءت تصريحات الموفد الرئاسي التونسي لدى وصوله إلى مطار العاصمة اللبنانية بيروت، لتسليم الرئيس اللبناني ميشال عون دعوة لحضور القمة العربية التي ستعقد في تونس نهاية مارس/ آذار المقبل.
وقال الشابي، إن "الجو ملائم حتى تعود سورية إلى مكانها الطبيعي في الأمة العربية، لأن سورية لا يمكن أن تكون خارجها"، مشيراً إلى أن "المساعي تحصل في الجامعة العربية، ويوجد بوادر خير في هذا الموضوع، ولا سيما أن عدداً من الدول العربية أعادت فتح سفاراتها في دمشق".
وفي هذا الإطار أيضاً، عقد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، سلسلة لقاءات مع مسؤولين مصريين، على رأسهم وزير الخارجية سامح شكري، في القاهرة.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية بارزة لـ"العربي الجديد"، إن زيارة الوزير التونسي للقاهرة، جاءت بناءً على مطلب مصري لحسم ملف مشاركة نظام الأسد في الدورة الثلاثين للقمة العربية، والبحث عن آليات تنفيذ ذلك حال تم التوافق عليه عربياً.
من جهته، أكد مصدر رسمي مصري مطلع على المشاورات التي تقودها القاهرة بشأن سورية، في ضوء تحركات للتحالف الرباعي الذي يضم الإمارات والسعودية والبحرين إلى جانب مصر، أن حسم أمر مشاركة الأسد على مقعد سورية في الجامعة العربية خلال قمة مارس/ آذار المقبلة مرهون بتعهدات وموقف يعلنه النظام السوري، بشأن الحد من النفوذ الإيراني في بلاده، وتقديم طمأنات محددة في هذا الإطار.
وقالت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إنه في حال تجاوب الأسد مع المطالب العربية المقدّمة له من قوى عربية كبرى، سيتم على الفور فتح كافة العواصم العربية الكبرى أمامه، كما سيتم فتح الطريق إلى دمشق أمام القادة العرب بشكل رسمي، وسيتم الحثّ على ذلك.