تركّز الباحثة والمصوّرة الفوتوغرافية التونسية درة العتيري (1957) في منشوراتها على قضايا اللغة والثقافات والهجرة وتدريس اللغتين الفرنسية والعربية واستخدامهما في تونس وشمال أفريقيا، وكيفية استخدام أيضاً على مواقع الشبكة العنكبوتية، وتمثيل بلدان المغرب وهوياتها في السينما الفرنسية.
كما تناولت الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في بلادها ضمن أكثر من عمل لها، حيث أقامت معرضها الفردي هناك عام 2012 متناولة انعكاس الأحداث في المجتمع، كما نظّمت معرضاً أخر تحت عنوان "الاضطرابات" في روما عام 2014.
"الثورة التونسية: سرد ذواتنا" عنوان الجلسة التي تقدّمها العتيري عند السادسة والنصف من مساء اليوم الإثنين في "مكتبة N4" في لندن، وتتحدّث خلالها عن كتابها "حب من تونس: دفتر صور فوتوغرافية للعودة إلى الوطن" وتقرا مقاطع منه، بتنظيم من "مكتبات إزلينغتون".
تتطرّق الباحثة إلى "تجربتها بعد الرجوع إلى تونس وتحديات الكتابة عنها، وكيف وضعت كتابها الذي صدر عام 2013، ويتضمّن نصاً سردياً متعدّد الوسائط، كما تناقش مسائل مثل تبادل الرموز والذاكرة واستخدامات التصوير الفوتوغرافي"، بحسب بيان المنظّمين.
تدوّن في مقطع من مؤلّفها: "عدت إلى تونس وحب تونس.. الشخص الذي غادر، الشخص الذي بقي، كما لو كانت الثورة ستسمح بإعادة التشغيل عند نقطة البداية"، وتكمل استعاداتها من خلال تذكّر طفولتها ورحيل والدها ودراستها خلال المرحلة الثانوية، ومشاعرها المضطربة بعد عوتها.
تتحدث العتيري أيضاً عن اكتشافها للصحافة "المولودة من جديد" وملاحظاتها حول التغيرات الجارية في حرية التعبير، والقضايا الراهن التي تتناولها في ما يتعلّق بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، والهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، إلى جانب مشاهداتها حول مدينة تونس العتيقة والمعالم التاريخية والشوارع والأزقّة والباعة المتجوّلين فيها.
وتتباين نصوص الكتاب بين استرجاع الماضي وتأثيره على اللحظة الراهنة، وما علِق من رواسب وتداعيات لا تكفّ عن الظهور، كما تمزج في كتاباتها بين الشخصي والعام عبر التقاط العديد من التقاطعات بينهما، في محاولة منها لفهم المشاعر المركبة من خوف وأحلام.