بدأ "جيش سورية الجديد" التابع للمعارضة السورية المسلحة، اليوم الثلاثاء، هجوماً لانتزاع السيطرة على مدينة البوكمال الواقعة شرق دير الزور، بنحو 130 كيلومتراً (أقصى شرق سورية) من تنظيم الدولة الاسلامية.
وذكر الملازم أول محمود الصالح؛ وهو أحد القادة الميدانيين للجيش لـ "العربي الجديد"، أن عملية استعادة مدينة البوكمال "بدأت"، مشيراً إلى أن مقاتلي جيشه باتوا على أطراف المدينة التي تقع على الحدود السورية العراقية استعداداً لاقتحامها.
وأشار الصالح، وهو ضابط منشق عن جيش النظام، أن طيران التحالف الدولي يساند القوة المهاجمة، لافتاً إلى أن هجوماً آخر بدأ على المدينة من داخل العراق من قبل "قوة عشائرية عراقية"، كاشفاً أن هناك استعدادات تجري للهجوم على منطقة "مهمة" أخرى في محافظة دير الزور، رافضا الخوض في التفاصيل.
وذكر الناشط الإعلامي عامر الهويدي، أن التنظيم فرض حظر تجوال في مدينة البوكمال من الساعة الثامنة مساء، وحتى الساعة الثامنة صباحاً، إثر تقدم قوات المعارضة باتجاهها.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد فرض سيطرته على مدينة البوكمال في أغسطس/ آب من عام 2014، في إطار حملة بدأها في ذاك العام، انتهت بسيطرته على محافظة دير الزور باستثناء عدة أحياء داخل مدينة دير الزور ومطارها العسكري. وتضم مدينة البوكمال عشرات آلاف النازحين من مدن وبلدات سورية، إضافة إلى آلاف العراقيين لجأوا إليها إثر قيام التنظيم بإلغاء الحدود بين سورية والعراق، جراء سيطرته على شرق سورية في منتصف عام 2014.
وكان أُعلن عن تشكيل "جيش سورية الجديد" في بدايات شهر نوفمبر/ تشرين الأول الفائت من قبل جبهة الأصالة والتنمية المعارضة، وشرع في عملياته العسكرية في بداية مارس/ آذار الفائت؛ حيث سيطر بالتعاون مع فصائل أخرى من الجيش السوري الحر، وتحت غطاء ناري من طيران التحالف، على معبر التنف الحدودي مع العراق، حيث تمركز كي يبدأ عمليات أخرى ضد التنظيم، ولكنه مذ ذاك الحين لم يقم بعمليات "نوعية" أخرى حتى الإعلان اليوم عن بدء معركة استعادة مدينة البوكمال.
وسيؤدي انتزاع بلدة البوكمال من التنظيم إلى إعاقة قدرته على الانتقال بين الأراضي التي أعلن فيها الخلافة في العراق وسورية.
وشُكل "جيش سورية الجديد" قبل نحو 18 شهراً من مقاتلين من المعارضة طردهم التنظيم من شرق سورية، مع توسيعه الأراضي الخاضعة لسيطرته في منتصف عام 2014، عقب سيطرته على مدينة الموصل العراقية.
وحصل الجيش على دعم من التحالف المدعوم من واشنطن، والذي يقاتل التنظيم في سورية والعراق.
ويأتي إطلاق هذه المعركة ضد "داعش" تزامناً مع تضييق الخناق على التنظيم في مدينة منبج بريف حلب، من قوات "سورية الديمقراطية"، وأيضاً بموازاة محاولات للاقتراب من معقل "الدولة" في الرقة.