"جهاديو" باكستان يجمعون الهند وإسرائيل

09 مارس 2015
ياعلون زار الهند أخيراً لتعزيز التعاون المشترك (Getty)
+ الخط -

يؤدي العامل الباكستاني دوراً مركزياً، في دفع كل من إسرائيل والهند لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما، وتوثيق تعاونهما الأمني والاستخباري. وتؤكد محافل استخبارية إسرائيلية أن هناك رغبة مشتركة، لدى كل من نيودلهي وتل أبيب، لمواجهة خطر الجماعات الجهادية العاملة داخل باكستان، على اعتبار أنها تمثل خطراً على "الأمن القومي"، لكل من الهند وإسرائيل.

وقال رفائيل أوفك، الذي عمل كباحث رئيسي، في "لواء الأبحاث" التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، إن إسرائيل والهند معنيتان بمراقبة الأوضاع في باكستان، التي يُنظر إليها من قبل الطرفين، كـ"دفيئة" لتنامي التنظيمات الإسلامية الجهادية.

وفي مقال تحليل نشره موقع "إسرائيل ديفنس"، أشار أوفك إلى أن الهند معنية بالاستفادة من الخبرات التي راكمتها إسرائيل، في حربها ضد التنظيمات الإسلامية، في حين أن إسرائيل ترى مصلحتها في مراقبة التنظيمات الإسلامية في باكستان، بعد أن اعتبرت منذ 2006، الجماعات الجهادية أحد مصادر التهديد الاستراتيجي عليها.

وأوضح أوفك أن العامل الباكستاني، هو الذي أحدث الطفرة في العلاقات بين الجانبين منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، مشيراً إلى أن الرغبة في مواجهة البرنامج النووي لباكستان، كان أهم مسوّغ دفع كلاً من الهند وإسرائيل للشروع في التعاون الاستخباري والأمني، لافتاً إلى أن إسرائيل نظرت بخطورة كبيرة إلى إمكانية نجاح دولة إسلامية، في تطوير سلاح نووي، على اعتبار أن هناك ما يبعث على الخوف من أن تنقل باكستان التقنيات النووية، لغيرها من الدول الإسلامية، لا سيما الدول التي هي في حالة صراع مع إسرائيل.

وقال الباحث الإسرائيلي إن ما فاقم حساسية إسرائيل تجاه البرنامج النووي الباكستاني، حقيقة أنها شكّت بأنه لم يكن بوسع باكستان تطوير هذا السلاح، من دون الدعم المالي السخي الذي حصلت عليه من الدول العربية الغنية، مما يجعلها مستعدة لنقل التقنيات النووية للدول العربية أيضاً، وهذا ما يمثل تهديداً وجودياً على إسرائيل. وأشار إلى أن هناك ما يدل على أن الهنود طلبوا مساعدة إسرائيل، في استهداف المنشأة النووية الباكستانية في مدينة كاهوتا، التي تبعد 50 كيلومتراً فقط عن الحدود مع الهند، لكن إسرائيل لم تبدِ حماساً كبيراً.

اقرأ أيضاً: شهيّة الهند للسلاح تضمن ازدهار الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة

وقد كشفت صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية أخيراً، أن الاستخبارات الإسرائيلية بذلت جهوداً كبيرة في تعقب التعاون النووي، بين كل من فرنسا وباكستان أواخر سبعينات القرن الماضي، لا سيما بعدما تبين أن فرنسا باعت لباكستان مفاعلا نوويا.

وأشارت الصحيفة إلى أن اثنين من قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، توجّهوا مطلع عام 1978 إلى الهند، حيث التقوا بنظرائهم الهنود بهدف تبادل المعلومات الاستخبارية، لافتة إلى أن الهنود فوجئوا بدقة المعلومات التي جلبها الإسرائيليون، عن واقع البرنامج النووي الباكستاني، إذ تبين أن الهنود لم يكونوا على علم بعمليات تخصيب اليورانيوم، التي كانت تجري في المنشآت النووية الباكستانية.

وأضافت الصحيفة أن رئيس الاستخبارات الهندية، زار إسرائيل مطلع عام 1979، حيث تم التوافق على توثيق التعاون بين الطرفين، موضحة أنه نظراً لحجم رهانات الهنود على عوائد التعاون الاستخباري مع إسرائيل، فقد قررت الحكومة الهندية السماح لـ"الموساد"، بتدشين مقر له داخل نيودلهي.

يُذكر أن العلاقات الهندية الإسرائيلية قد شهدت، في فبراير/شباط الماضي تطوراً كبيراً، تمثّل في الزيارة غير المسبوقة التي قام بها وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ياعلون إلى الهند، وتوقيعه عدة اتفاقات لتوسيع التعاون الأمني والاستخباري. وقد شارك في الشهر نفسه، عدد كبير من الشركات الإسرائيلية، في المعرض الجوي الذي نظمته الهند في مدينة نجلور، التي تُعدّ عاصمة صناعة التقنيات المتقدمة في الهند. وتُعتبر إسرائيل ثاني أكبر مُصدّر للسلاح إلى الهند بعد روسيا.

ورأى المعلّق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، أنه على الرغم من تعاظم التعاون الأمني والاستخباري بين الطرفين، على مدى عقود، فإن رئيس الوزراء الهندي الجديد نيرنرا مودي، يبدي حرصاً واضحاً على نقل هذه العلاقات من السر إلى العلن، مشيراً إلى أن الهند باتت الزبون الأول، بالنسبة للصناعات العسكرية الإسرائيلية.

وأشار هارئيل في مقال نشرته الصحيفة، إلى أن الهند تستورد لوحدها، 15 في المائة مما تنتجه الصناعات العسكرية الإسرائيلية، بقيمة صادرات تتجاوز مليار دولار في العام، لافتاً إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وضعت على رأس أولوياتها، تحسين العلاقات مع الهند.

المساهمون