يبقى الاستعصاء سيّد الموقف في الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" التي استؤنفت اليوم. وكما بات مألوفاً، حاول وفد النظام السوري بدء جلسة التفاوض ببند مكافحة الإرهاب، مطالباً بموقف مشترك من بيان مكافحة الإرهاب الذي تقدم به سابقاً، في حين طرح وفد "الائتلاف السوري" المعارض موضوع "هيئة الحكم الانتقاليّة". وفي دلالة على مستوى التهديد بالفشل الذي وصلت إليه المفاوضات بين الطرفين، أعلنت اليوم المتحدّثة باسم المبعوث الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، تقديم لقائه مع مسؤولين روس وأميركيين ليكون غداً، وهو اللقاء الذي كان مقرراً في يوم الجمعة آخر أيام الجولة الثانية.
وردّ وفد النظام السوري على عرض المبعوث الأممي بشأن البحث في بندي مكافحة الإرهاب والهيئة الانتقالية بصورة متوازيّة بالقول إن "هذا الخيار ليس عمليّاً ولا يحقق التوافق المطلوب". وقال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن وفده مصر على بحث كل بنود بيان "جنيف1" ولكن بحسب تسلسلها، معتبراً أنّ "أي مناقشة خارج هذا الإطار ستؤدي إلى الفشل".
في المقابل، قال المتحدّث باسم وفد "الائتلاف" السوري، لؤي صافي، إنّ الوفد قدّم اليوم وثيقة تتضمن 22 بنداً تدعو إلى تشكيل هيئة انتقاليّة وإطلاق السجناء واستتباب الأمن، وأشار إلى أن "هذه الوثيقة مفصلة ويجب أن تؤخذ على محمل الجد لوقف حمام الدم وإعادة بناء البلاد"، لكنه أضاف أن "لا استجابة من الوفد الحكومي في شأن الهيئة الانتقاليّة"، ولفت صافي إلى أن "هيئة الحكم الانتقالية" التي يتطلع "الائتلاف" إلى تشكيلها "تضم شخصيات وطنيّة برضى الطرفين وتخلو ممن شارك في الجرائم".
من جهته، عقد المبعوث الأممي، اليوم، لقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، بحث فيه سير المفاوضات الجارية حول أزمة سوريا. وأشارت مصادر إعلاميّة في جنيف إلى أن غاتيلوف سيلتقي اليوم وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، وغداً رئيس "الائتلاف السوري" المعارض أحمد الجربا، للبحث مفصلاً في المشكلة السورية والبحث عن سبل للخروج من الأزمة.
وأعلن اليوم المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي تقديم موعد الاجتماع الثلاثي الذي سيضمه إلى نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، ونائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان.
على صعيد آخر، أعلنت روسيا أنها ستصوت ضد مشروع القرار العربي الغربي المقدم إلى مجلس الامن الدولي بشأن توصيل المساعدات الانسانية إلى المحتاجين في سوريا، بينما حذّر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من أنه إذا حالت روسيا دون صدور قرار من الأمم المتحدة في شأن تسهيل المساعدات الانسانية في سوريا، فإنها تتحمّل مسؤولية منع هذه المساعدات عن المدنيين السوريين المحتاجين اليها بشدة. وقال أوباما "يوجد إجماع كبير بين معظم دول مجلس الأمن حول هذا القرار". وأضاف "ليس السوريون فقط هم المسؤولين، بل الروس كذلك، إذا ما حالوا دون مرور هذا النوع من القرارات".