بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيس قسم اللغة والأدب العربي فيها، تعقد "جامعة بوخارست" مؤتمراً دولياً ما بين 15 و16 من الشهر الجاري، تحت عنوان "جغرافيات الهوية العربية والمسلمة في عيون الرحالة".
الجامعة أعلنت في بيان المؤتمر أن اهتمام العرب والمسلمين بالسفر مرتبط بشكل وثيق بانشغالهم بالجغرافيا وتوسع المناطق التي تنتشر فيها الثقافة الإسلامية. فمنذ العصر الأموي، كان المسلمون يطوّرون سلاحهم البحري بالتزامن مع تزايد الاهتمام بدراسة الثقافات الأخرى، ودراسة الجغرافيا والعلوم المتعلّقة بها.
هذا الاهتمام، حضر بالضرورة، من خلال إقبال الكتّاب والرحالة على حقل أدبي كبير يهتم بتوثيق الأسفار وكتابتها واستكشافها، وهو حقل ساهم فيه كثيرون، من حيث تقديم الآخر للثقافة الإسلامية عبر وصف المدن والعادات والتقاليد، وكذلك تقديم المسلم إلى الآخر بالطريقة نفسها.
قصص الأسفار هذه، هي شهادات في غاية الأهمية عن الكيفية التي كان يجري بها تقديم الهويات المختلفة، وكيف كان يجري تجاوز الحدود بين الغرائبي والمألوف في حركة مستمرة بين العالمين، نتيجة لانفتاح المستكشف على التعدّد الهوياتي والثقافي.
يأتي اهتمام هذا المؤتمر باستكشاف رواية المستكشف العربي والمسلم ورسم خريطة لتنوع التمثّلات في ما يخصّ الهويات من أكثر من منظور؛ ثقافي وتاريخي ولغوي واجتماعي.
اليوم الأول من المؤتمر سيعود إلى كتاب "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" لـ رفاعة الطهطاوي، الذي كتبه سنة 1831، حيث يتطرّق الباحث الصربي إيفان سيفكوف إلى "المبادئ الدستورية الغربية في عيون الدارسين والرحالة العرب" مستنداً إلى كتاب الطهطاوي. بينما يقدم الباحث الإيطالي جيليانو ميون ورقة حول "أرض الإسلام في حكايات الرحالة الإيطاليين في القرن التاسع عشر".
أما الأكاديمية البرازيلية باولا كارولينا دي أندرادي فتتناول في ورقتها "الإسلام والآخرية في مرويات الحجاج". في حين يتناول المستشرق الروماني جورج غريغوري في ورقة سيقدّمها بالعربية موضوع "الغرائبية والعجائبية في أدب الرحلات العربي".
وتحت عنوان "أمريكا شيكا بيكا واختراع رومانيا" يقدّم الباحث الإيطالي ألدو نيكوسيا ورقته في ختام اليوم الأول.
المستشرقة الهنغارية يولا بيتروفا، تبدأ اليوم التالي من المحاضرات بورقة حول وصف هنغاريا وصربيا في كتابات الأدريسي وأبو حامد الغرناطي. من المواضيع المطروقة أيضاً تلك التي يطرحها البولندي مصطفى سيوتات حول "صورة إبراهيم يعقوب وصورة الرقيق في كتابات الرحالة العرب حول بولندا".
لا تقتصر القراءات على الآداب القديمة في مجال أدب الرحلات، بل إن هناك أوراقاً تتطرق إلى نماذج من الأدب الحديث، من ذلك ورقة بعنوان "الجسد كحقيبة سفر" وهو قراءة في أدب السورية غادة السمان، وورقة أخرى بعنوان "الرحلة إلى الغرب وحركة التنوير العربية" و"السفر والهوية العربية الإسلامية.. علاقة السفر بجدلية الأنا والآخر: أحمد فارس الشدياق نموذجاً".
من "جامعة قطر" يشارك الأكاديمي هيثم محمد سرحان بورقة عنوانها "صورة المدينة في السرد العربي الكلاسيكي"، كما تقدّم الروسية جاكلين زيدان محاضرة حول الذات والآخر كما ظهرت في مذكرات لويس عوض.