في تقرير أخير، صادر عن مفتشية صاحبة الجلالة للشرطة، في شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، تبيّن أنّ الشرطة البريطانية غير مهيّأة بما يكفي لمكافحة ما يسمّى "بجرائم الشرف". وأظهر التقرير في المراجعة الأولى له، أنّ ثلاث قوّات فقط من أصل 43 غير مجهّزة إطلاقاً مقابل ثلاث آخرين محضرين بشكل كامل.
كما قالت مفتشية صاحبة الجلالة للشرطة، إنّ الضبّاط المدرّبين بشكل جيّد، الذي يستطيعون اكتشاف الضحايا منتشرون بشكل ضئيل في أنحاء البلاد.
من جهتهم، يقول مسؤولون في الشرطة إنّهم يفعلون ما بوسعهم، لإنهاء سوء المعاملة الناتج عن حماية الشرف. ومن المعلوم أنّ جرائم الشرف يدافع عنها مرتكبوها وكل من يؤيّدهم، بزعم
الدفاع عن معتقداتهم الثقافية والدينية.
إلى ذلك، تمسّك أولئك القادمون من دول عربية أو آسيوية أو غيرها بتقاليدهم، على الرّغم من إقامتهم في دولة أوروبية ولأجيال من الزمن. بيد أنّ الحفاظ على هويّتهم من الضياع في ظلّ المتغيّرات التكنولوجية والبيئية التي تحيط بهم، خصوصاً بالنسبة للجيل الذي ولد في هذه البلاد، مهمّة صعبة إن لم تكن مستحيلة.
والأصعب أن يستعد أبناء هذا البلد وشرطته لمعالجة تلك المسائل، إذ تبيّن أنّ استراتيجيات الشرطة للتعرّف على حالات الزواج القسري وعمليات ختان الإناث وإيقافها، ضعيفة.
بيد أنّ مفتشية صاحبة الجلالة لفتت إلى أنّ معظم قوّات الشرطة تقوم بممارسات جيّدة لكنّها تحتاج إلى الكثير لتتقدّم. كذلك قالت المفتشية إنّ عمليّة مشتركة بين مطار هيثرو وشرطة العاصمة ومسؤولي الحدود، للكشف عن أشخاص يتمّ إدخالهم أو إخراجهم من البلاد بهدف الزواج القسري أو الختان، فشلت في الكشف عن أي جريمة أو جانٍ.
والجدير بالذكر أنّ بعض القوّات طوّرت أساليبها في الدفاع عن ضحايا جرائم الشرف وفق مفهومها للعنف واستغلال الأطفال، لكن لا تزال مفتشية صاحبة الجلالة ترى أنّ القوّات تعجز عن فهم طبيعة أو حجم تلك الجرائم والطرق الأفضل للتعامل معها.
ويقول ماك شيشتي، مسؤول في الشرطة الوطنية، إنّه ينبغي تطوير سياسة التعامل مع تلك القضايا لحماية الأشخاص الضعفاء الذين يمتلكون حق الاستماع إليهم وتصديقهم والدفاع عنهم بجديّة.
ومن جانبها، تقول ويندي ويليامز، مفتشة صاحبة الجلالة، إنّ جرائم الشرف هي معاناة يومية لأناس أبرياء موجودة في جميع المناطق والمجتمعات.
أمّا جافيندر سانغيرا، من مؤسسة خيرية تسمى كارما نيرفانا، التي تساعد ضحايا جرائم الشرف والزواج القسري، فقالت لـ"بي بي سي راديو 4"، الثلاثاء الماضي، إنّ أسلوب التعامل مع جرائم الشرف يتحسّن لكنه لا يزال يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد. وأضافت أنّ الاتصال لطلب المساعدة أشبه باليانصيب وتعتمد الاستجابة عليه على المجيب الذي قد يدعم الضحية أو يتجاهلها، وهذا ليس كافياً.
وفي ظلّ حساسية التقاليد الثقافية للجاليات، قال السير توماس وينسور، من مفتشية صاحبة الجلالة للشرطة، إنّه ينبغي احترام تلك الثقافات، لكن حين تصل إلى درجة تقييد أشخاص ضعفاء وترهيبهم وتهديدهم وتعنيفهم وتسهيل أو ارتكاب جرائم بحقّهم، فلا بدّ من تحطيم تلك
العوائق.
وتبقى جرائم الشرف ترتكب سرّاً في وسط المجتمعات البريطانية التي تدافع عن حقوق المرأة وتسهر على حمايتها. وذلك لأن أقرب الناس إلى الضحية يتستّرون على مرتكبي الجريمة، لإيمانهم أنّها تستحق العقاب كونها ألحقت العار بشرف العائلة. ويتغاضى أهلها عن النظر إلى الأسباب التي دفعت بابنتهم إلى الانحراف عن طرقهم، ومن دون رحمة أو رأفة بها أو لوم أنفسهم على تربيتها في مجتمعات تتعارض قيمها وثقافة بلادهم الأصلية ويحاكمونها في محاكم بدائية مغلقة لا تتخطّى حدود الأسرة.
وتكثر الحالات التي عجزت فيها الشرطة البريطانية عن الكشف عن الضحيّة أو مكانها لحمايتها ولم تصل إليها سوى بعد أن تحوّلت إلى جثّة هامدة على أيدي أخيها أو أبيها أو أي شخص من أفراد عائلتها.
كما قالت مفتشية صاحبة الجلالة للشرطة، إنّ الضبّاط المدرّبين بشكل جيّد، الذي يستطيعون اكتشاف الضحايا منتشرون بشكل ضئيل في أنحاء البلاد.
من جهتهم، يقول مسؤولون في الشرطة إنّهم يفعلون ما بوسعهم، لإنهاء سوء المعاملة الناتج عن حماية الشرف. ومن المعلوم أنّ جرائم الشرف يدافع عنها مرتكبوها وكل من يؤيّدهم، بزعم
إلى ذلك، تمسّك أولئك القادمون من دول عربية أو آسيوية أو غيرها بتقاليدهم، على الرّغم من إقامتهم في دولة أوروبية ولأجيال من الزمن. بيد أنّ الحفاظ على هويّتهم من الضياع في ظلّ المتغيّرات التكنولوجية والبيئية التي تحيط بهم، خصوصاً بالنسبة للجيل الذي ولد في هذه البلاد، مهمّة صعبة إن لم تكن مستحيلة.
والأصعب أن يستعد أبناء هذا البلد وشرطته لمعالجة تلك المسائل، إذ تبيّن أنّ استراتيجيات الشرطة للتعرّف على حالات الزواج القسري وعمليات ختان الإناث وإيقافها، ضعيفة.
بيد أنّ مفتشية صاحبة الجلالة لفتت إلى أنّ معظم قوّات الشرطة تقوم بممارسات جيّدة لكنّها تحتاج إلى الكثير لتتقدّم. كذلك قالت المفتشية إنّ عمليّة مشتركة بين مطار هيثرو وشرطة العاصمة ومسؤولي الحدود، للكشف عن أشخاص يتمّ إدخالهم أو إخراجهم من البلاد بهدف الزواج القسري أو الختان، فشلت في الكشف عن أي جريمة أو جانٍ.
والجدير بالذكر أنّ بعض القوّات طوّرت أساليبها في الدفاع عن ضحايا جرائم الشرف وفق مفهومها للعنف واستغلال الأطفال، لكن لا تزال مفتشية صاحبة الجلالة ترى أنّ القوّات تعجز عن فهم طبيعة أو حجم تلك الجرائم والطرق الأفضل للتعامل معها.
ويقول ماك شيشتي، مسؤول في الشرطة الوطنية، إنّه ينبغي تطوير سياسة التعامل مع تلك القضايا لحماية الأشخاص الضعفاء الذين يمتلكون حق الاستماع إليهم وتصديقهم والدفاع عنهم بجديّة.
ومن جانبها، تقول ويندي ويليامز، مفتشة صاحبة الجلالة، إنّ جرائم الشرف هي معاناة يومية لأناس أبرياء موجودة في جميع المناطق والمجتمعات.
أمّا جافيندر سانغيرا، من مؤسسة خيرية تسمى كارما نيرفانا، التي تساعد ضحايا جرائم الشرف والزواج القسري، فقالت لـ"بي بي سي راديو 4"، الثلاثاء الماضي، إنّ أسلوب التعامل مع جرائم الشرف يتحسّن لكنه لا يزال يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد. وأضافت أنّ الاتصال لطلب المساعدة أشبه باليانصيب وتعتمد الاستجابة عليه على المجيب الذي قد يدعم الضحية أو يتجاهلها، وهذا ليس كافياً.
وفي ظلّ حساسية التقاليد الثقافية للجاليات، قال السير توماس وينسور، من مفتشية صاحبة الجلالة للشرطة، إنّه ينبغي احترام تلك الثقافات، لكن حين تصل إلى درجة تقييد أشخاص ضعفاء وترهيبهم وتهديدهم وتعنيفهم وتسهيل أو ارتكاب جرائم بحقّهم، فلا بدّ من تحطيم تلك
وتبقى جرائم الشرف ترتكب سرّاً في وسط المجتمعات البريطانية التي تدافع عن حقوق المرأة وتسهر على حمايتها. وذلك لأن أقرب الناس إلى الضحية يتستّرون على مرتكبي الجريمة، لإيمانهم أنّها تستحق العقاب كونها ألحقت العار بشرف العائلة. ويتغاضى أهلها عن النظر إلى الأسباب التي دفعت بابنتهم إلى الانحراف عن طرقهم، ومن دون رحمة أو رأفة بها أو لوم أنفسهم على تربيتها في مجتمعات تتعارض قيمها وثقافة بلادهم الأصلية ويحاكمونها في محاكم بدائية مغلقة لا تتخطّى حدود الأسرة.
وتكثر الحالات التي عجزت فيها الشرطة البريطانية عن الكشف عن الضحيّة أو مكانها لحمايتها ولم تصل إليها سوى بعد أن تحوّلت إلى جثّة هامدة على أيدي أخيها أو أبيها أو أي شخص من أفراد عائلتها.