"ثريسور بورام"... مهرجان الفيل بالهند

03 مايو 2017
يُعدُّ المهرجان مركزيّاً لولاية كيرالا الهندية (Getty)
+ الخط -
تعد متابعة مهرجان "ثريسور بورام"، والمشهور أيضاً باسم "مهرجان الفيل" من أفضل الطرق لاستيعاب أسرار تكرار فوز الهند بالميدالية الذهبية للمهرجانات على مستوى العالم. وهو من أكثر المناسبات الدينية شعبيةً في الهند، ويتجاوز عمره حوالى مائتي سنة منذ ابتدعه رجلٌ يُدعَى، ثريسور بورام، من مدينة راجا راما فارما سنة 1798، بسبب عدم السماح له ولعدد كبير من أصدقائه بدخول أحد المهرجانات الكبرى القريبة من قريتهم، إذ تأخَّروا عن الوصول للمهرجان بسبب الأمطار الغزيرة التي منعتهم من الحضور والمشاركة، بعد أن قُطِع عليهم الطريق، وتأجّلت رحلتهم لمدة يوم واحد كامل.

دعا الرجل المعابد في إقليم كيرالا إلى الحضور للمعبد الرئيسي، وتقديم فروض العبادة والاحترام للإله شيفا، وبمزيج بين طقوس الدين والألوان والروحانيات الشعبيَّة استمر الاحتفال لمدة سبعة أيام، رُفِعَت فيها الأعلام لمدة ثلاثة أيام في البداية. ثم في اليوم الرابع، كانت الألعاب النارية التي أصبحَت طقساً ثابتاً في المهرجان منذ نشأته الأولى. وفي اليوم الخامس، يبدأ الطقس الرئيسي للمهرجان بأنشطة تُجرى في جميع المعابد الموجودة بالمنطقة، قبل أن تختتم الفعاليات في نيالابادوثارا بالقرب من غوربورام الغربية التي تحتضِنُ معبد فاداكوناثان.
ومن أجمَل طقوس المهرجان، والتي منها اشتقّ اسمه، استعراضُ الأفيال، إذ يتحرَّكُ موكبٌ تضع فيه الأفيال غطاء رأس ذهبيّاً، وأجراساً مزخرفة، وحليَّاً كثيرةً يتفنَّن فيها فنانو الهند، مع أوراق النخيل والسعف وريش الطاووس. كلّ ذلك، يُشكِّلُ لوحةً رائعةً تُضاف إلى اللوحات المرسومة بالألوان على أجساد الأفيال.

المظلات التي تظلل "الماهوتس"، أو الفرسان الذين يمتطون الأفيال، مصنوعةٌ من البامبو الطويل جداً ومزخرفة، وذات ألوان كثيرة. يتقدَّم موكب الأفيال عشرات الراقصين الشعبيين الذين يرتدون الملابس ذات الألوان والزخارف الكثيرة أيضاً، ويسير الموكب وتبدأ الرقصات على أنغام "البانشافاديام" وتعني إيقاع الطبول، ويسبق الموكب عرض الألعاب النارية الذي يبدأ في الثالثة فجراً، ويستمر لمدة ثلاث ساعات كاملة.
فريقان مُكوَّنان من خمسة عشر فيلاً يجتمعان مع قادتهم (ماهوتس) خارج المعبد، ويصنعان طقوس "مرور المظلة"، إذ يقف الرجال على ظهور الأفيال التي تتمايل على أنغام الطبول، مما يشكِّلُ تحديّاً للرجال في الثبات على هذا الوضع الذي يضفي بعض المنافسة للحدث الذي يشكل تجربة لا تُنسى مدى الحياة. يذكر أيضاً أن هذا الحدث يشهد أكبر عملية تغذية للفيلة في أكبر حفل إطعام لها في العالم، وذلك في معبد فاداكوناثان.
يُعدُّ المهرجان، اليوم، المهرجان المركزي لولاية كيرالا التي صارت تمثّل عاصمة الهند الثقافية. وهذه الولاية مُتعدّدة الديانات تشهدُ احتفالات ضخمة أخرى في أعياد الميلاد وعيد الفصح والكثير من مناسبات الطوائف الدينية الكثيرة في الهند. كما أنّ المهرجان خرج من إطار المحليَّة وصار فعاليّة عالميّة ثقافيّة، إذ تصبح المدينة مقصداً للسياح في أيام المهرجان من كل أنحاء العالم.

دلالات
المساهمون