"تيتي" يكسب الرهان بدون نيمار ويواصل حتى مونديال 2022

15 يوليو 2019
تيتي مدرب منتخب البرازيل (Getty)
+ الخط -

غسل منتخب البرازيل أحزان "نكسة مينيرو" بمونديال 2014، عندما تعرض لأثقل هزيمة له بتاريخ كأس العالم أمام ألمانيا (7-1)، وطوى الصفحة القاتمة التي أصبحت من الماضي، بعدما استعاد "راقصو السامبا" نغمة تحقيق الألقاب الغائبة عن خزائنهم منذ عام 2007، بفوزهم بكوبا أميركا للمرة التاسعة بتاريخهم بنهائي المسابقة القارية أمام البيرو (2-1) التي خسرت أول نهائي بتاريخها.

وكسب المدرب البرازيلي تيتي الرهان، بتحقيقه إنجازاً تاريخياً بعد قيادة منتخب بلاده للتتويج بلقب كوبا أميركا للمرة التاسعة بتاريخ "السيليساو"، بعدما أصبح يستحوذ على جميع البطولات، ليصبح صاحب الـ58 عاماً أول مدير فني يحقق جميع الألقاب القارية الكبرى في أميركا الجنوبية، نتيجة فوزه بالمسابقة القارية مع "راقصي السامبا 2019"، وكوبا ليبرتادوريس (كورينثيانز 2012) وكوبا سود أميركانا (إنترناسيونال 2008).

لكن الطريق لم تكن سهلة، بعد أن تعرض تيتي إلى انتقادات لاذعة ولم يسلم من "لسعات ولدغات" الصحافة البرازيلية، بسبب عدم استدعائه دوغلاس كوستا ومارسيلو لتشكيلة البرازيل بكوبا أميركا، إلا أنه لم يأبه ونفذ "الأجندة" التي كانت في رأسه لتكوين منتخبٍ قادر على إعادة الأمجاد للبرازيل.

تأثير غياب نيمار
دخل تيتي بطولة كوبا أميركا وهو يفتقد النجم الأول نيمار، الذي تعرض للإصابة بمباراة ودية أمام قطر، قبل أيام من انطلاق المسابقة القارية، إلا أن المدرب كان متفائلاً وقال بأنه سيجد الحلول، من خلال التركيز على كرة القدم الجماعية، مضيفاً أن "نيمار من أفضل 3 لاعبين بالعالم، لكن اللعب بأسلوب جماعي هو مفتاح النجاح"، واستشهد صاحب الـ58 عاماً بمثال غياب كريستيانو رونالدو عن البرتغال في نهائي كأس أوروبا. وأكد تيتي أن أمام فريقه "هامشاً للتطور بالجانب الفني"، مشيراً إلى أن "هناك لاعبين يتطورون وآخرين يحافظون على مستواهم العالي، وفينيسيوس (جونيور) واحد منهم".

فضيحة "استاد مينيرو"
في طريقه للقب الأول له على الإطلاق منذ 12 عاماً، مرّ منتخب البرازيل بالملعب المشؤوم "استاديو مينيرو" في مدينة بيلو هوريزونتي، الذي كان شاهداً على سقوطه التاريخي قبل 5 أعوام، لكنه نجح هذه المرة بالتعويض بأفضل طريقة من خلال الفوز على غريمه التاريخي المنتخب الأرجنتيني (2-0).

وخلافاً لمونديال 2014 حين غاب نيمار عن نصف النهائي ضد ألمانيا ثم مباراة المركز الثالث التي خسرتها بلاده ضد هولندا (3-0)، بسبب إصابة تعرض لها بربع النهائي ضد كولومبيا، لم يتأثر "السيليساو" بافتقاده لخدمات نجم برشلونة السابق، وقدم أداء جماعياً بمزيج من لاعبي الخبرة والشباب، فيما كشف الحارس أليسون بيكر بعد الفوز على بيرو في النهائي أنه "دون نيمار، كان الوضع معقداً لأنه لاعب موهوب جداً يقدم الكثير للفريق. كان من المهم جداً أن نفوز من أجل المجموعة".

نيمار الورقة الرابحة
سبق للمدرب تيتي أن قال قبيل البطولة إنه "لا غنى عن نيمار في ما يتعلق بنوعية لعب المنتخب البرازيلي، لكن بالإمكان تعويضه"، غير أنه من المؤكد أن وجود النجم المهاجم بالاستحقاقات المقبلة، لا سيما مونديال قطر 2022، سيكون مصيرياً لـ"السيليساو"، الذي شكل تتويجه القاري خطوة مهمة في البناء للمستقبل، إلا أن الفوز بكوبا أميركا 2019، أظهر أن "راقصي السامبا" يمتلكون الخيارات المناسبة لتعويض لاعب من طراز نيمار، الذي سجل 60 هدفاً في 97 مباراة دولية مع بلاده.

إيفرتون وخيسوس
انتظر البرازيليون أن يكون ديفيد ناريس مفتاح المنتخب بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع أياكس أمستردام الهولندي، لكن إيفرتون هو من خطف الأضواء من الجميع، على الرغم من أن صاحب الـ23 عاماً هو اللاعب الوحيد في تشكيلة "السيليساو"، الذي يلعب بالدوري المحلي مع نادي غريميو.

وأنهى إيفرتون، الذي يتميز بمراوغاته، البطولة القارية كأفضل هداف مشاركة مع البيروفي المخضرم باولو غيريرو بتسجيله ثلاثة أهداف، أهمها الهدف الذي مهد به الطريق لمنتخب بلاده للفوز بكوبا أميركا.

ولم يكن إيفرتون المتألق الوحيد، بل انضم إليه النجم غابريال خيسوس، الذي بدأ مشواره بالمسابقة القارية على مقاعد البدلاء، قبل أن يفرض نفسه أساسياً على التشكيلة الأساسية، من المواجهة الأخيرة بدور المجموعات أمام البيرو.

وخلق خيسوس الفارق للبرازيل، بعدما سجل هدفاً، مع تمريرة حاسمة بنصف النهائي أمام الأرجنتين، ثم كرر فعلته أمام البيرو في النهائي، قبل أن تنتهي مشاركته ببطاقة حمراء لحصوله على إنذارين، لكن ذلك لم يؤثر على نتيجة المواجهة التي تحمل فيها خط الوسط الكثير، بقيادة كاسيميرو، وكوتينيو، وآرثر.

الخطة الدفاعية
بالنسبة إلى تيتي، الخط الأهم الذي يجب التركيز عليه للمستقبل هو الدفاع، الذي كان مفتاح نجاح المنتخب، منذ أن تولى المدرب منصبه قبل ثلاثة أعوام، والذي لم تتلقَ شباك البرازيل في عهده سوى 11 هدفاً في 42 مباراة.

والمشكلة التي يواجهها تيتي، أن عليه إيجاد البديل لكل من سيلفا وألفيش، الذي اختير أفضل لاعب في البطولة، بسبب تقدمهما في السن، ما يعني أن مشاركتهما في مونديال 2022 مستبعدة إلى حد كبير.


نجوم المستقبل
على تيتي أن يراقب إيدر ميليتاو، الذي خاض دقائق معدودة في النهائي، لمعرفة إذا كان يتمتع بالقدرات التي رآها فيه العملاق الإسباني ريال مدريد، عندما قرر إنفاق 50 مليون يورو لضمه لصفوفه من بورتو البرتغالي بعقد لستة أعوام، لذلك سيحرص صاحب الـ58 على العودة للاستعداد لمونديال قطر 2022، بعد انتهاء "استراحة المحارب".