ينظّم "متحف تيت"في لندن، حالياً، معرضاً لـ المصور الفوتوغرافي الإيرانية كاويه غولستان (1950-2003)، ويتواصل حتى 24 من حزيران/ يونيو.
يضمّ المعرض صوراً التقطت بين عامي 1957 و1977، وكلّها من البورتريهات التي تصور حياة بنات الليل في أحد أحياء طهران، وتلقي الضوء على الحياة اليومية لنساء يعشن على هامش المجتمع الإيراني.
المجموعة أُخذت في حي شهرنو، حيث كانت تعيش 1500 امرأة يعملن كبنات للهوى، وتركّز على الأحوال الاقتصادية والمعيشة والسلوك النفسي والمشاكل اليومية لهذه الفئة.
ومن المعروف أن غولستان أمضى عدّة سنوات يعمل على دراسة هذا الحي، إلى أن اكتسب ثقة المقيمات فيه، وطوّر علاقات داخل هذا المجتمع الهامشي، تتيح له أن يقدّم صورة للعنف الممارس ضدّ هذه الفئة وما تعيشه من شرط معيشي واجتماعي قاس.
وُصفت أعماله بالصدق الفظ، الذي ينبع من إيمانه العميق بسلطة الفن على تحدي السرديات والمسلمات السائدة تجاه الفئات الاجتماعية السفلية إن جاز التعبير من معدمين ومتسولين وبنات ليل وفقراء، وكان ذلك بهدف استفزاز المجتمع ليأخذ أفعالاً جدية بهدف التدخل لمصلحة هذه الفئات.
كتب غولستان مرة "أريد أن أريكم صوراً تكون مثل صفعة على وجوهكم وتكسر شعوركم بالطمأنينة، يمكنكم الاختباء منها والتظاهر أنكم لم تروها، لكن لا يمكنك أن توقفوا الحقيقة، ولا أحد يمكنه أن يفعل ذلك".
ومن المعروف أن هذا الحي أُحرق تماماً عام 1979، ولم يحاول أحد إطفاء الحريق، وفق الشهادات كما تقول قيمة المعرض سارة آلن، ولا يوجد أي إحصائيات تفيد بعدد النساء اللواتي قتلن خلاله، وتعتبر صور غولستان بعض الوثائق القليلة المتبقية التي تدل على وجود أولئك النساء في ذلك المكان وتلك السنوات.
يعتبر كاويه غولستان أحد أهم المصورين في تاريخ إيران الحديث، ومن أهم من صوّروا وقائع الثورة عام 1979، وقد قُتل بعد أن داس على لغم وهو يصور لصالح الـ بي بي سي في العراق عام 2003.