منذ تاريخ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1922، وعلماء الآثار والمؤرخون والمتخصصون في المصريات منشغولون باستكشاف أسرار توت عنخ آمون، ففي هذا التاريخ اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر قبواً كبيراً في وادي الملوك، يجاور قبر رمسيس السادس، فتابع التنقيب في هذا القبو الذي كان يرقد فيه ضريح توت عنخ آمون.
حجم الكنوز التي يخبّئها القبر وأسرار الملك الذي مات شاباً (19 عاماً)، ما زالت مثار اهتمام، ومن هنا لن يكون مستغرباً أن ينعقد مؤتمر خاص يحمل اسمه، حالياً، في القاهرة، والذي يختتم غداً الإثنين في "المتحف المصري الكبير"، ويشارك فيه 12 عالم آثار من مصر واليابان والدنمارك وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وسويسرا.
غير أن المؤتمر سيتناول محتويات الصناديق التي لم تعرض من قبل، ولا يعرفها سوى المتخصّصون في المصريات والآثار والحضارة الفرعونية، حيث سيجري عرض هذه القطع في "المتحف الكبير".
المعلومات التي سيقدمها المشاركون ستعطي بعداً معلوماتياً جديداً للمعروضات التي تقدّر بخمسة آلاف قطعة. يجري نقل بعضها حالياً من "المتحف الصغير" في القاهرة، إلى "الكبير" في الجيزة والذي سيجري افتتاحه نهاية العام الجاري.
يوم الافتتاح، أمس، ناقش المشاركون "الأثاث الجنائزي لمقبرة توت عنخ آمون"، وأفردت قراءات لكرسي العرش المذهب وللصناديق التي تحتوي مقتنياته الشخصية.
من المحاور التي يطرحها المشاركون أيضاً، أنواع الأسرّة التي عُثر عليها في القبو إلى جانب الضريح، حيث يجري تقديم تحليلات تاريخية لمجالات استخدامها، سواء أكانت طقسية أو في الحياة اليومية للمصريين القدماء، وسبب وجودها مدفونة مع الملك.
من الجدير بالذكر أن مومياء الملك الفرعوني في ضريحها الذهبي، لم تعرض للجمهور، قبل تاريخ شباط/ فبراير 2010، أي بعد أكثر من 85 عاماً من اكتشافها، والسبب في ذلك التلف الذي تعرّضت له أثناء إخراجها وإجراء التصوير الطبقي عليها، كما أن أن كارتر حين عثر على المومياء حاول نزع القناع الذهبي الذي كان يغطي وجه الملك ما تسبب في تلف إضافي لها، إذ كانت المومياء مفتتة إلى 18 قطعة حين جرى العثور عليها.
ألا يذكرنا هذا بحادثة قريبة جرت لدى إخراج تمثالي المطرية في آذار/ مارس الماضي، ورغم أن الصحافة العالمية والعربية كتبت عن ما تعرّض له رمسيس وسيتي من أذى بعد أن جرى استخراجهما بواسطة الحفّارات والمعدّات الثقيلة، لكن وزارة الآثار ظلت تعيش حالة من الإنكار، مصرّة أن هذه هي الطريقة المناسبة لإخراجهما.