لا حدود أمام الحملات في الإعلان لمنتجاتها. فالعالم بأكمله، بتاريخه واقتصاده وناسه ومجتمعه ملعبها. تتبختر فيه كيف شاءت. فتوجهه بغايات محددة تسبر النفس البشرية للمستهلك، وتدفعه إلى استهلاك سلعتها.
ينسحب ذلك على كلّ ما هو حاصل بيعه، وما هو محتمل بيعه، وما هو قابل للبيع.. وأحياناً غير قابل حتى، من منتجات وخدمات و"سمك في البحر".
وبما أنّ التاجر شاطر والمعلن داهية، تصبح محفظة المستهلك الهدف الأسمى لديهما، ولا مانع عندها من صرف أموال على حملات إعلانية، تجلب فوائد من جيوب المستهلكين، قد لا تعادل ميزانيتها. فالهدف هو إفراغ جيوب المستهلكين، بغطاء البيع والمنافسة، منعاً لهم من الادخار المضرّ بالمنظومة الرأسمالية الكبرى، وقيمها الاجتماعية المرافقة.
تتحالف الحملات في ما بينها في ذلك، حتى يخال المستهلك أنّه حين يختار الحليب المجفف ذا الماركة الفلانية، يملك حرية الاختيار بينه وبين حليب آخر. وما في علمه أنّ العلامتين التجاريتين هما لشركة واحدة، والمنافسة بينهما يصل مردودها إلى صندوق محاسبة واحد.
تكثر الأساليب، وتلعب على الأوتار الثقافية والاجتماعية لكلّ مجتمع وصولاً إلى كلّ مجموعة بعينها. فمع برامج الألعاب والمباريات الرياضية تجد إعلانات لمشروبات الطاقة والشوكولا الذي يغني من جوع. ومع المسلسلات الرومانسية المدبلجة تجد إعلانات لمستحضرات التجميل والنظافة الشخصية والملابس التي تحوّلك إلى أنيق مقولب. ومع الأفلام السينمائية بـ"أكشنها" ورومانسيّها تجد إعلانات للرشاقة واللياقة والمنشطات الجنسية وغير ذلك.
هذا ما تلعب عليه حملة أخيرة للإعلان عن معهد أميركي خاص بتعليم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت.
تكشف الحملة عن فهم عميق للمواطن العربي بحاضره وأحلامه. حاضره المزري غالباً، والمرتبط بأوضاع اقتصادية وأمنية واجتماعية صعبة تعيشها أوطانه. وأحلامه المرتبطة بشكل مباشر بالهجرة، من دون ما عداها.
هنا تأتي الحملة المصورة بالفيديو لتقول له على لسان معلمة أميركية عربية الأصل، وأخرى أميركية "أصلية"، إنّها ستعلّمه اللغة الإنجليزية، وتفتح أمامه أبواب المستقبل المزدهر. تعرّف "المعلمة" عن نفسها، وتتحدث عن مؤهلاتها، وعن أساليب التدريس، ومرونة الدروس وأوقاتها. لكن، ومهما كان صوتها رصيناً ووقفتها سوية وملابسها محتشمة، فهي تدغدغ حساً غير مرئي لدى الشباب العربي. فهي تضع أمامه ثلاثة معطيات هي المرأة والجنسية الأميركية والمستقبل المزدهر، وتترك الأمر له ليمزج بينها كيف يشاء، ويخرج منها بحتمية "تكلّم" الجنسية الأميركية.
إقرأ أيضاً: الحملة الإعلامية الأنجح
ينسحب ذلك على كلّ ما هو حاصل بيعه، وما هو محتمل بيعه، وما هو قابل للبيع.. وأحياناً غير قابل حتى، من منتجات وخدمات و"سمك في البحر".
وبما أنّ التاجر شاطر والمعلن داهية، تصبح محفظة المستهلك الهدف الأسمى لديهما، ولا مانع عندها من صرف أموال على حملات إعلانية، تجلب فوائد من جيوب المستهلكين، قد لا تعادل ميزانيتها. فالهدف هو إفراغ جيوب المستهلكين، بغطاء البيع والمنافسة، منعاً لهم من الادخار المضرّ بالمنظومة الرأسمالية الكبرى، وقيمها الاجتماعية المرافقة.
تتحالف الحملات في ما بينها في ذلك، حتى يخال المستهلك أنّه حين يختار الحليب المجفف ذا الماركة الفلانية، يملك حرية الاختيار بينه وبين حليب آخر. وما في علمه أنّ العلامتين التجاريتين هما لشركة واحدة، والمنافسة بينهما يصل مردودها إلى صندوق محاسبة واحد.
تكثر الأساليب، وتلعب على الأوتار الثقافية والاجتماعية لكلّ مجتمع وصولاً إلى كلّ مجموعة بعينها. فمع برامج الألعاب والمباريات الرياضية تجد إعلانات لمشروبات الطاقة والشوكولا الذي يغني من جوع. ومع المسلسلات الرومانسية المدبلجة تجد إعلانات لمستحضرات التجميل والنظافة الشخصية والملابس التي تحوّلك إلى أنيق مقولب. ومع الأفلام السينمائية بـ"أكشنها" ورومانسيّها تجد إعلانات للرشاقة واللياقة والمنشطات الجنسية وغير ذلك.
هذا ما تلعب عليه حملة أخيرة للإعلان عن معهد أميركي خاص بتعليم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت.
تكشف الحملة عن فهم عميق للمواطن العربي بحاضره وأحلامه. حاضره المزري غالباً، والمرتبط بأوضاع اقتصادية وأمنية واجتماعية صعبة تعيشها أوطانه. وأحلامه المرتبطة بشكل مباشر بالهجرة، من دون ما عداها.
هنا تأتي الحملة المصورة بالفيديو لتقول له على لسان معلمة أميركية عربية الأصل، وأخرى أميركية "أصلية"، إنّها ستعلّمه اللغة الإنجليزية، وتفتح أمامه أبواب المستقبل المزدهر. تعرّف "المعلمة" عن نفسها، وتتحدث عن مؤهلاتها، وعن أساليب التدريس، ومرونة الدروس وأوقاتها. لكن، ومهما كان صوتها رصيناً ووقفتها سوية وملابسها محتشمة، فهي تدغدغ حساً غير مرئي لدى الشباب العربي. فهي تضع أمامه ثلاثة معطيات هي المرأة والجنسية الأميركية والمستقبل المزدهر، وتترك الأمر له ليمزج بينها كيف يشاء، ويخرج منها بحتمية "تكلّم" الجنسية الأميركية.
إقرأ أيضاً: الحملة الإعلامية الأنجح