"تخاريف" الكيلاني... أرجوك أعطني "سكوب"

06 سبتمبر 2018
كان يتهرّب كفوري من الأسئلة عبر الغناء (تويتر)
+ الخط -
لم يعد في ساحة تقديم البرامج الفنية اليوم إلا وفاء الكيلاني. معظم المحطات التلفزيونية في العالم العربي، لم تعد تجذبها التكلفة الباهظة في استضافة فنان ومحاورته على الهواء. عدد الفنانين "النجوم" قليل، والحوارات الفنية على الهواء مستنزفة. وفاء الكيلاني سعت، في السنوات السابقة، إلى المنافسة، لكنها كررت نفسها ولا تزال. هدفها الخروج بـ"سكوب" فقط، يرفع وتيرة البرنامج، بهدف تحقيق أعلى نسبة متابعة، لتبقى صامدة على الهواء.

قبل عامين، أطلت وفاء الكيلاني عبر برنامج "المتاهة". سحبت الفكرة من شاب لبناني، وعملت عليها، ورغم الانتقادات الكثيرة التي تواجهها، ما زالت صامدة على كرسي التقديم.
وفاء الكيلاني اتصلت بإحدى شركات الإنتاج في القاهرة، وطلبت منها فكرة جديدة لتكون حاضرة هذا الموسم وتعود بها إلى الشاشة الصغيرة. الشركة المصرية سبق ونفذت برنامج "قعدة رجالة"، وغيره من البرامج. حاولت الكيلاني أن تبدل ثوب الحوار التقليدي؛ فاختارت "تخاريف". لا مقدمة للفنان الضيف، بل أسئلة افتراضية تُربك الضيف بدل أن تريحه، والمطلوب من هذا الضيف أن يستجيب لها، ولو خانته الإجابة، يسحب "كارت" يطلب منه الغناء أو الرقص أو إطلاق طرفة على الهواء.



في الحلقة الأولى، حلّ المغني اللبناني وائل كفوري ضيفًا. يختزل النجومية في حوار امتد قرابة الساعة. لم تكن أسئلة وفاء الكيلاني تقليدية، واستغنت عن المقدمة الإنشائية التي اعتدنا على الاستماع إليها في كثير من البرامج المشابهة. مقدمة تتحدث عن منجز الفنان وتُشيد به، من دون أن تخلو من الحشو الكثير، وكلمات المديح والتفخيم. استغنت الكيلاني عن هذا كله، كما أنها تخلّت عن تعريف بالضيف أساساً، اكتفت فقط بسلام وترحيب مقتضب جداً يترافق مع بداية الحلقة. هكذا، تبدأ المُقدِّمة بأسئلة تبدو وكأنها ارتجالية، رغم أنها محضرة سلفًا من قبل فريق العمل الخاص بالكيلاني. تطرح هي الأسئلة طمعًا في "سكوب". محاولة بدت فاشلة. الكيلاني تدرك جيداً أن وائل كفوري من المتحفظين، خصوصاً في كل ما يتعلق بالحياة الخاصة، لكن المحاولة هنا تأتي لتمرير الوقت.

تدور المذيعة حول حقيقة "طلاق" وائل كفوري، التي تحدث عنها الإعلام منذ أشهر، لكن كفوري يبدو أكثر حصانة في الرد على التساؤلات التي تحيط بزواجه. سؤال: "لو تزوجت زوجتك هل تأخذ ابنتيك منها؟". يرد كفوري بسرعة: "هذا مؤكد". تستدرك الكيلاني: "آه نسيت، كان يجب أن أقول أم أولادك أو بناتك". هنا، يستطرد كفوري في الإجابة: "لو حصل ذلك سيكون بالوفاق، ولو وصلنا إلى الطلاق لكل منّا الحق في الزواج". يتبين أن وائل كفوري أعد العدّة لمواجهة الأسئلة الحرجة. كان يطالب مراراً بالغناء، كدقيقة إنقاذ أخيرة من إحراج الأسئلة المتشعبة، والتي لا يتصل بعضها ببعض، وكأنها مجرّد "تخاريف". لم تكتف المذيعة بالاستفهام عن الحياة الشخصية والزواج، بل اتجهت إلى طرح بعض أسماء الفنانات اللواتي حُكي عن صداقة تجمعهن بكفوري، لتأتي أجوبته مجرد "مُجاملات". يخاف وائل كفوري أن "يزعَل" أحد من خلال إقحامه في حرج الأسماء، فتزيد المذيعة "حشرية" في المزيد من طرح الأسماء، بين إليسا ومايا دياب، وهيفا وهبي ونجوى كرم وجوليا.. لكن كفوري يفوز بهروبه إلى الأمام عبر الضحك.

الواضح أن الجديّة غير مطلوبة لا من القائمين على البرنامج، ولا من الضيف، أو حتى الكيلاني. نحن فعلاً أمام "تخاريف" تحاول مجدداً سحب "سكوب" متداول ينشط مواقع التواصل الاجتماعي ويسهم في بث بعض الأخبار المطلوبة في المواقع الإلكترونية التي تعتمد على هذا النمط. هنا، نتساءل: هل تشهد الفضائيات أفول هذا النوع من البرامج التي تعتمد على استدراج الضيف إلى مناطق لا يريد أن يدخل فيها؟ هل باتت هذه البرامج، بالنسبة إلى المشاهدين، مكشوفةً وفقدت الإثارة التي كانت تتحلّى بها؟





دلالات
المساهمون