"تان تان" المدافع عن السلام متّهم بالعنصرية مجدداً

17 مارس 2015
مهمّته التعريف بالحضارات التي يزورها (العربي الجديد)
+ الخط -

طالب مواطنون كنديون بسحب نسخ كتاب المغامرات "تان تان في أميركا" من الأسواق، بعد اتّهامه بتقديم محتويات عنصرية تطال السكان الأصليين لأميركا الشمالية، وتقديمهم بصورة سيئة ووحشية. وهو الأمر ذاته الذي حصل قبل فترة قصيرة لكتاب "تان تان في الكونغو" الذي تعرّض لهجمة مماثلة.

والكتاب الذي استيقظت جمعيات التعايش ضدّه، صدر في عام 1932، أي قبل أكثر من 83 عاماً، وجاب العالم كلّه ضمن سلسلة "تان تان" التي اخترعها الرسام البلجيكي هيرجي، وتحولت إلى رسوم متحركة وأفلام سينمائية، وبيعت منها ملايين النسخ منذ ظهورها في عام 1929. وهي وتروي مغامرات الشخصية الكرتونية في مختلف البلدان، من بينها المملكة العربية السعودية ومصر والصين والتبت وغيرها.

كل ما في الأمر، هو أنّ بطل هذه السلسلة يمثّل بالضرورة الجانب الطيب من الصراع الدرامي، ما يجعل الأشرار عادة من البلد الذي يزوره، وهذا ما جعل بعضهم يتّهمه بالعنصرية، ومحاولة ترسيخ صورة سيئة عن الأعراق التي تم اختيارها لتكون مواضيع مغامراته.

من جهتها، تراجعت مكتبة "شابتر"، التي تلقّت طلبات سحب نسخ الكتب، عن قرارها سريعا، وأعادت الكتاب مجدّداً، وأوضحت موقفها بإعلان أنّ الكتب التي يمكن أخذ حكم بسحبها من الأسواق، هي تلك التي تحتوي على الإباحية أو العنف فقط.


يذكر أنّها ليست المرة الأولى التي تتعرض شخصية "تان تان" الشهيرة لمثل هذه الاتهامات، إذ تمّ الحكم عليها قبل ثمانية أعوام في بريطانيا، بعد شكوى قضائية تقدّم بها شخص يدعى دافيد انرايت، اتّهم كتاب "تان تان في الكونغو"، الصادر في عام 1930، بالترويج للعنصرية ضدّ الأفارقة، وحصل على حكم بسحب الكتاب من قسم الأطفال في المكتبات وتحويله إلى قسم الكبار، بعدما انضمت إليه أصوات الجمعيات المناهضة للعنصرية، رافعة الشعارات المعادية لواحدة من أشهر الشخصيات الكرتونية حول العالم.

تان تان، فعليا، ولمن شاهد مغامراته، لا يقدّم سوى محاولات غرس القيم الإنسانية والتعريف بالحضارات الأخرى وترسيخ السلام بين الشعوب.

المساهمون