"تاسكيوين": توثيق رقصة الحرب الأمازيغية

12 ديسمبر 2017
(رقصة تاسكيوين)
+ الخط -
تحظى أشكال عديدة من الموسيقى والغناء الشعبي في المغرب بالبحث والتوثيق، حيث استطاع بعضها البقاء عبر تطويرها واستيعابها مضامين جديدة، كما في فنون العيطة والروايس وتراجع بعضها ليصبح مجرد فلكلور تحييه بعض الفرق في المهرجانات، بينما يتهدّد بقيتها الاندثار.

أدرجت "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونسكو) منذ يومين رقصة "تاسكيوين" الأمازيغية، ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى حماية عاجلة، بعد اقتراح تقدّمت به الحكومة المغربية العام الماضي في ظل "عدم الاهتمام بالتراث التقليدي"، بحسب بيانها الصحافي.

التنافس بين العواصم العربية في ازدياد لتسجيل المهرجانات والمرويّات الشفاهية والألعاب الشعبية وأساليب المعيشة والحرف التقليدية على لائحة "اليونسكو"، في إغفال أن إدراج هذه التعبيرات ليس هو العامل الأساسي في حفظها، حيث يتطّلب ذلك القيام بدراسات وبحوث حولها وإدخالها ضمن مناهج التعليم وغيرها من الوسائل الممكنة، ما يرتّب مسؤوليات على البلدان صاحبة الترشيحات الالتزام بها.

وتستمد "رقصة تاسكيوين من قرن الخروف الذي يسمى بالأمازيغية تيسكيت، ويثبته كلّ راقص على كتفه، وكان يستعمل في الماضي لوضع البارود؛ وهي شكل من أشكال الرقص المنتشر في منطقة الأطلس الكبير، لكنه أصبح ينحصر اليوم في بعض القرى التابعة لمدينة تارودانت"، بحسب وزارة الثقافة المغربية.

وتتطلب هذه الرقصة التي يلبس راقصها الزي "العسكري" فرقة مشكلة من عشرة رجال على الأقل، يقدّمون عرضاً مسرحياً يتألف من هز الكتفين على إيقاع آلات قديمة مثل "البنادير" و"الطعاريج" والمزامير. وتعبر بطريقة متناغمة عن أشكال الترقب، واتخاذ المواقف، والانسحاب والانتصار وفنون قتالية أخرى.

الرقصة التي تخصّ الرجال عادة يمكن أن تشارك فيها أحياناً الفتيات الصغيرات بالرقص والغناء، تعني فن هز الأكتاف على وقع قرع الطبول، كرقصة ذات دلالة حربية، ويرتدي مؤدوها ثياباً بيضاء (فوقية)، وعمامة بيضاء، وحزاماً مطرزاً، وخنجراً في غمده، ويحملون خلالها قرون الخرفان والأشرطة الحمراء على إيقاع خطوات مدروسة.

دلالات
المساهمون