يعيد الباحثون الملامح الأولى لظهور أشكال من الفرجة المسرحية في السودان بداية القرن العشرين، حيث قدّم البعض عروضاً أمام جمهور لأغراض محدّدة مثل جمع تبرّعات لبناء مدرسة أو لهدف التسلية ولاحقاً كوسيلة للاحتجاج ضد المستعمر البريطاني، لكن الجيل الأول من المسرحيين لم يبرز قبل منتصف الثلاثينيات في أعمال احتضنتها الأندية الرياضية.
عرف الفن الرابع نهضة آنذاك على مستوى إنشاء فرق مسرحية وبناء مسرح وظهور صحافة متخصّصة بمتابعة ما يعرض من مسرحيات بدأت تنتشر خارج العاصمة في الأربعينيات والخمسينيات، ومع بداية الانقلابات العسكرية منذ العقد التالي بدأت تقيّد الفنون والحريات العامة، وتفرض عوائقها أمام تطوّره، إلا أن ذلك لم يحل دون مواجهة تلك الظروف حتى الثمانينيات مع حدوث تراجع كبير لأسباب سياسية واجتماعية.
"كتابة تاريخ الحركة المسرحية في السودان" عنوان الورشة التي أطلقتها "جامعة العلوم والتكنولوجيا" في الخرطوم صباح الإثنين الماضي، وتتواصل حتى يوم غدٍ الخميس، وتتضمّن شهادات من رواد ورموز المسرح، وعرض أفلام وثائقية ومعرض للصور والوثائق.
تهدف الورشة إلى "ضبط وتوثيق الحركات المسرحية في السودان، ورصد المسرحيين من ممثلين ومخرجين ومنتجين وفنيين، ورصد النصوص والعروص المسرحية، ورصد المسارح والفرق ومؤسسات المسرح التعليمية والمهرجانات، واستخلاص البيانات والمراجعات والتقييم ونشرها بشكل يسهّل على الباحثين الحصول عليه".
بمشاركة عدد من المتخصّصين، تقام تسع جلسات على مدار ثلاثة أيام ويشهد يوم الختام تكريم عدد من الشخصيات، حيث ضمن الجلسة الأولى كلمات للمنظّمين وناقشت الثانية والثالثة محور "التأليف والتمثيل والإخراج"، كما تناولت الجلسة الرابعة محور "التصميم والمسارح"، بينما قاربت الجلسة الخامسة "الفرق والنقد"، وأضاءت الجلسة السادسة على المحورين السابقين.
واشتملت الجلسة السابعة التي تقام اليوم على شهادات إبداعية لعدد من المسرحيين منهم خالد المبارك ومكي سنادة وعثمان الفكي، وعئدة محمد علي، وينظّم حوار مفتوح معهم في الجلسة الثامنة، فيما تتضمن الجلسة الختامية على وثيقة الورشة، وتكريم كلّ من السينوغرافي صالح الأمين، والممثلة آسيا عبد الماجد، والممثل والمخرج عز الدين كوجاك.