"تأهيل" الطلاب اليهود للمشاركة في الحرب الإلكترونية ضد (BDS)

07 يوليو 2016
تظاهرة مؤيدة لحرية فلسطين (رودجر بوش/فرانس برس)
+ الخط -

في مؤشر على اتساع الحملة التي تشنّها إسرائيل والمنظمات اليهودية على حركة المقاطعة الدولية (BDS)، شرعت الوكالة اليهودية العالمية ومؤسسة بحثية إسرائيلية، في استقطاب المزيد من الشباب اليهودي الذي يتقن الإنجليزية، للإسهام في الحرب الإلكترونية التي تشنّها حكومة الاحتلال ضد الحركة. وقد جاء هذا التطور بعد أن تبيّن أنه على الرغم من الخطوات العقابية التي اتخذها عدد من حكام الولايات الأميركية ضد (BDS)، إلا أن كل المؤشرات تدل على اتساع دائرة الدعم الجماهيري في الولايات المتحدة لأفكار الحركة.

في هذا السياق، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، يوم الأحد، النقاب عن أن "مركز هرتسليا"، الذي يُعدّ من أهم مراكز البحث في إسرائيل، يُنظّم حالياً دورات لطلاب يهود أميركيين حول سبل مواجهة (BDS) إلكترونياً، بالتعاون مع الوكالة اليهودية العالمية. وأشارت الصحيفة إلى أن "برنامج الدبلوماسية العامة" في "مركز هرتسليا"، المسؤول المباشر عن تنظيم هذه الدورات، استوعب أخيراً 30 طالباً جامعياً أميركياً قدموا للانخراط في الدورة الأولى.

ولفتت الصحيفة إلى أن "المشرفين على الدورة يعاينون مع الطلاب مواد أرشيفية من أنشطة نشطاء (BDS) ويشرعون في النقاش حول سبل مواجهة مضامينها في الفضاء الإلكتروني بشكل أساس وداخل الجامعات الأميركية". وأضافت أن "الدورة تستمر لمدة أسبوعين، ويحاضر فيها خبراء في مجال الدعاية والفضاء الإلكتروني، إذ يتبع المحاضرون آلية العصف الذهني من أجل المساعدة في تمكين الطلاب على الرد بسرعة على المواد التي تنشرها حركة المقاطعة". كما أشارت الصحيفة إلى أن "منظمي الدورة يراهنون على إكساب الطلاب مهارات القدرة على الرد بسرعة، بشكل يسهم في تحسين صورة إسرائيل وإفشال حملات (BDS)".





ونقلت الصحيفة عن أحد الطلاب المشاركين في الدورة قوله إنه "وزملاءه يتدربون على كيفية الإثبات بأن أنشطة حركة المقاطعة تتسبّب في الإضرار بمصالح الفلسطينيين". وذكرت الصحيفة أن "الطلاب يتدرّبون على توظيف شعار التعاون بدل الانفصال. وذلك للردّ على انتقادات (BDS) على تواصل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كون هذا الشعار يحاول تكريس قناعة مفادها بأنه بدلاً من المطالبة بإنهاء الاحتلال وانفصال الضفة الغربية عن إسرائيل، فإن التعاون بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيخدم بشكل أكثر الفلسطينيين تحديداً. كما أنه ضمن الدورة يتدرّب الطلاب على إجراء بحوث وصياغة مواد دعائية وإرسالها إلى منظمات ومؤسسات في جميع أرجاء العالم".

ونقلت الصحيفة عن المسؤولة في الوكالة اليهودية، صاحبة فكرة تنظيم الدورة، يردين بن يوسيف، قولها إن "هناك حرباً تتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن الضروري الاستعداد لها بشكل مناسب". وأشارت الصحيفة إلى أن "تنظيم الدورات يأتي في إطار تحرك دولي إسرائيلي لتحشيد القوى التي تساند إسرائيل في جميع أرجاء العالم لمواجهة (BDS) والإفادة من أنشطتها على مواقع التواصل الاجتماعي"، لافتة إلى أن "إسرائيل تؤدي دوراً في التنسيق بين هذه القوى لاستنفاد الطاقة الكامنة في أنشطتها". ونوهت الصحيفة بأن "استطلاعاً أجري لصالح منظمات يهودية أميركية، أظهر أن ثلث الأميركيين يؤيدون المطالبة بمقاطعة إسرائيل".

في هذا الإطار، كشفت صحيفة "هآرتس" النقاب عن أن "الحكومة الإسرائيلية دشّنت أخيراً وحدة دبلوماسية واستخبارية، مهمتها تشويه سمعة حركة المقاطعة الدولية من أجل نزع الشرعية عن أنشطتها". وفي تقرير نشرته الصحيفة، يوم الخميس الماضي، ذكر معلقها الأمني، أمير أورن، أن "الوحدة الجديدة تضم ضباطاً سابقين في أجهزة استخبارية ودبلوماسيين، وتعمل على التأثير على صورة (BDS) في الوعي الجماعي العالمي". وأشار أورن إلى أن "الوحدة الجديدة ستحاول الاستعانة بجهات غير حكومية في إسرائيل والخارج، من أجل المساعدة في تحقيق أهدافها، وضمن ذلك دفع مقابل مادي لهذه الجهات". واستدرك أورن قائلاً إن "حرص إسرائيل على تدشين الوحدة، يعكس في الواقع عجزها عن الرد على الاتهامات التي توجهها لها (BDS)".

يشار إلى أن عدداً من الولايات الأميركية أعلنت في الآونة الأخيرة أنها بصدد صياغة تشريعات للتضييق على عمل (BDS). وتنصّ معظم مشاريع القوانين التي أعلن عن الشروع في صياغتها على حرمان الشركات التي توافق على مقاطعة إسرائيل من الاستفادة من العقود والصفقات مع الحكومة الأميركية.