"بينالي لندن للتصميم": خرائط جديدة للفن

12 سبتمبر 2018
عائشة السويدي/ قطر (من البينالي)
+ الخط -

في كتاب بعنوان "نرجس وأقنعته"، يقدّم المفكّر الفرنسي، إيف ميشو، قراءة في تحوّلات العالم التي تفرضها التقنية، ومن ذلك يعتبر أن مستقبل الفن التشكيلي هو التصميم، وهي مقولة تجد مصداقيتها في دخول التقنية كعنصر رئيسي لدى شريحة موسّعة من الفنّانين.

قد يكون "بينالي لندن للتصميم"، الذي يُقام هذه الأيام في قاعة "سومرست هاوس" في العاصمة البريطانية، فرصة للوقوف أمام هذا الموقع الذي بات يحتلّه التصميم على خارطة الفنون البصرية. يتواصل البينالي حتى 23 من الشهر الجاري بمشاركة مصمّمين وفنّانين من أربعين بلداً، منها خمسة عربية هي قطر والصومال والسعودية ومصر والإمارات.

تحمل الدورة الحالية شعار "الحالات العاطفية"، في إشارة إلى "ما يعيشه العالم اليوم في مرحلة مضطربة للغاية عاطفياً ومنقسمة سياسياً"، بحسب المدير الفني للبينالي كريس تيرنر الذي أوضح في مؤتمر صحافي بأن التظاهرة تتناول "الدور الذي يمكن أن تلعبه التصميمات في خلق أو تعزيز أو التخفيف من هذه الظروف".

تقارب الأعمال المشاركة ثيمات محدّدة تتعلّق بالتنمية والاستدامة، والهجرة، والتلوّث، والطاقة، والمدن، والمساواة الاجتماعية، وتناقش أيضاً جدلية العلاقة بين الجمال والنزعة الاستهلاكية المزايدة، حيث يأمل أن يساهم الفنانون في تعزيز الانتماء إلى المجتمع والمشاركة الإبجابية فيه وطرح رواهم السياسية في ما يحدث من حولهم.

تحضر "متاحف قطر" بعمل فنّي بعنوان "حالتك أنت" من تصميم الفنانة القطرية عائشة السويدي، التي استوحَت فكرته من شعور الحنين إلى الماضي الحاضر بقوة في مظاهر الحياة بمدينة الدوحة التي لا تتوقف فيها عجلة التطوير والتجديد عن الدوران.

ويأخذ العمل الفني شكل سبع قباب ترمز لعوالم مختلفة، ولكل قبة رائحة نفّاذة يميزها الزائر عند دخوله تحتها، كرائحة العطور والتبغ والمطر، وتتميز هذه القباب ببطانتها الداخلية المزخرفة بأنماط خزفية ترمز إلى العمارة القديمة في قطر، بينما تكسو الخرسانة القشرة الخارجية للقباب لتعكس أبرز مواد البناء التي تطغى على مشهد الحياة العصرية في قطر.

كما تشارك المصمّمة اليونانية ناسيا إنغليسيس بمشروع يحمل عنوان "العصيان"، في محاولة لفهم مزاج اليونانيين اليوم واحتجاجهم على ما يعيشونه من أزمة اقتصادية منذ سنوات، بالعودة إلى أساطير إغريقية لا تزال حاضرة في ثقافتهم المعاصرة مثل إيكاروس وأنتيغون وبروميثيوس، تجسّد ذلك من خلال تصميم نفق متموّج بطول سبعة عشر متراً يعكس فكرة كسر القواعد والحالات المتغيّرة التي تصيب من يعبره.

المساهمون