تكتب الحاج كمن يحمل بيده مجهراً تُبرز من خلاله مشاعر المرأة وأحاسيسها واختلاجاتها التي تكون غالباً غير مرئية، محاكيةً فكرة الأنوثة بكل ما تحملها من أبعاد جسدية ونفسية ومعنوية.
الأنوثة، ولكن أيضاً الجسد، والدين، والمجتمع، والحبّ، والفنّ، والغيرة؛ ثيمات تجتمع في هذه الرواية التي تقوم في الأساس على قصة واحدة، بطلتها واحدة. وقد اختارت الحاج أن تكتبها على شكل مونولوغ مسرحي، لتُعرّفنا إلى شابة غريبة الأطوار والمزاج والشخصية. فهي فنانة متحررة الفكر، ومحتشمة الجسد، تضع الحجاب رغم أنها تعيش في بيئة اجتماعية منفتحة ولا تتقيّد بالتعاليم الدينية. تلتزم بهذا الحجاب في وقت تشعر فيه في قرارة نفسها أنّه يشطرها نصفين، ويجعلها تعيش حياة واحدة بجسدين وروحين. وهذا ما يجعلها أسيرة الحيرة بين أن تُبقيه على رأسها أو تخلعه.
تدور أحداث الرواية خلال أسبوع واحد يستبق افتتاح المعرض الفردي الأول للراوية الفنانة. وتتطوّر الأحداث في العالم الداخلي للبطلة التي تتواجه مع نفسها أمام المرآة لتعيد اكتشاف أنوثتها بعين الفنانة، فتغرق مجدداً في البحث عن جوهر جسدها الضائع بين الأجساد الأنثوية في لوحاتها، وبين طبقات الملابس التي تُغطّيها.
تلبس الكاتبة رداء بطلتها الرسامة، فتكتب روايتها مركزةً على المشاهد البصرية التي تجعل من النص أقرب إلى شريط سينمائي غني بالتفاصيل الدقيقة.
باختصار، تجمع رواية الحاج بين الاستبطان الداخلي والمونولوغ الوجودي لتُصوّر شخصية أنثوية مختلفة، تكسر الصورة النمطية للمرأة المحجبة. شخصية ذات إنسانية ممزقة بين عوالم متباعدة. من هنا خيار الكاتبة لعنوان "بوركيني" المشتق من كلمتي برقع وبيكيني.